responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النقد والبلاغه مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه نویسنده : شكري عياد    جلد : 1  صفحه : 435
العلاقة بين المعنيين "اللازم والملزوم" يقسِّم السكاكي مباحث البيان إلى استعارة ومجاز مرسل وكناية, وبما أن الاستعارة تبنى على علاقة التشبيه، فيجب أن تشتمل مباحث البيان على "التشبيه" أيضًا.
هذه هي المنظومة البلاغية التي رتبها السكاكي، والتزمها أتباعه, وعلى رأسهم "الخطيب القزويني" "734هـ" الذي لخص قسم البلاغة من المفتاح وسماه "تلخيص المفتاح"، وأصبح "التلخيص" تناوله عدد من الشراح منهم القزيني نفسه في كتابه "الإيضاح", ولم يخرج القزويني عن هذه المنظومة إلّا إلى مزيد من المعيارية, حين اعتبر أن ثمرة علم البيان ليست "الاحتراز عن الخطأ في مطابقة الكلام لتمام المراد منه" كما قال السكاكي, بل الاحتراز عن التعقيد المعنوي الذي يأتي من صعوبة الانتقال من اللازم إلى الملزوم.
ولا شك أن المنظومة السكاكية حين رتبت المعاني الأدبية في درجات تبدأ من "أصل المعنى" وهو "الإفادة" وترتقي إلى "ما يتصل بها من الاستحسان وغيره", ثم إلى "تمام المراد" لم تحسم قضية المعنى, ولعل ذلك راجع إلى أن ثقافة العصر النفسية ربطت المعنى دائمًا بالوعي والمنطق، ولكنها استطاعت -على كل حالٍ- أن تشير إلى ما نسميه اليوم "مستويات العمل الأدبي" في حدود الجملة والجملتين, ولعلها لولم تلتزم بالفكرة المعيارية لجاءت أقرب إلى مفاهيمنا النقدية المعاصرة. أما المسألة الأكثر إشكالًا فهي موقف هذه المنظومة من البديع؛ فالسكاكي وأتباعه رأوا أن البلاغة تنحصر في علمي المعاني والبيان "ما دام الأول قد تكفل بصحة المعنى، والثاني قد تكفل بإتمامه"، ومن ثَمَّ بقي عدد كبير من الأساليب الفنية، التي أحصتها مدرسة البديع، خارج هذا التصنيف، فاضطروا إلى أن يضيفوا علمًا ثالثًا سموه: "علم البديع"، وقدموه بقولهم: إنه يضم زيادات مستحسنة، يصار إليها بعد رعاية تطبيق الكلام على مقتضى الحال ووضوح الدلالة.
نام کتاب : النقد والبلاغه مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه نویسنده : شكري عياد    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست