responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب نویسنده : ابن دحية    جلد : 1  صفحه : 3
فأنَّ من أعجب مَا مَرَّ بِي ... أنَّ عَذابي فيك مُسْتَعذب
ألزمْتَنْي الذّنَب الذي جئْته ... صَدقتَ فأصفح أيُّها المذنب
وقال:
ما بالُ خَدِّك لا يَزال مُضَرَّجا ... بدمٍ ولحظُك لا يزالُ مُرِيبَا
وقال فيها:
حَلَّيْتني بحُلًى أصبحت زاهية ... بها على كِّل أنثى من حُلًى عُطُلِ
لله أخلاقُكِ الغُرُّ التي سُقِيَتْ ... من الفُرات فرقَّت رِقَّةَ الغَزَل
أشبهِت في الشّعر من غَارَتْ بدائعه ... وأنْجَدت وغَدَتْ من أحسَنِ المُثل
من كانَ وَالدهُ العضْبَ المهَّنَد لَم ... يَلْد من النَّسل غيَر الْبِيِض والأسَل

حفصة بنت الحاج
من بشرات غرناطة، رخيمة الشعر، رقيقة النظم والنثر. أنشدني لها غير واحد من أهل غرناطة:
ثَنائي على الثَّنَايا لأنَّني ... أقولُ على عِلْمٍ وأنِطقُ عن خُبْرِ
وأُنْصفُها لا أكذبُ الله أنَّني ... رَشَفْتُ بها ريقاً ألذ من الخمر

ابنة زياد المؤدب
من أهل مدينة وادي آش، أنشدني الأديب أبو عبد الله محمد بن عيل الهمذاني قال، أنشدتني لنفسها:
أباحَ الدّمعُ أسرارِي بوادي ... به للحسن آثارٌ بَوادِي
ومن بين الظِّبَاء مَهاةُ رمْلٍ ... تبدَّت لي وقد مَلَكَتْ قِيَادي
إذا سَدَلَت ذَوَائِبَها عليْها ... رأيتَ الصُّبح أشْرقَ في الدَّآدي
تخالُ البدر مَاتَ له خَليلٌ ... فمن حُزْن تَسربَلَ بالحِداد
لها لحظٌ تُرَقِّدُه لأمر ... وذاك الأمُر يَمنَعُني رُقَادِي
الدآدي: ثلاث ليال من آخر الشهر، هكذا قال الإثبات من الغويين. وقال أحمد بن يحيى ثعلب: يقال لليوم الذي يشك فيه من الشهر الحرام: دأداء.

الحكم المستنصر
وأنشدونا الخليفة الأندلسي، الحكم المستنصر بالله صاحب الفتوحات العظيمة، والمعرفة بالعلوم الحديثة والقديمة، كتب به إلى مصر:
ألسنَا بني مَروان كيفَ تبدَّلَتْ ... بنا الدَّاُر أو دَارت علينا الدَّوائُر
إذا وُلد المولودُ منّا تهلَّلَت ... له الأرضُ وأهتَّزت إليه المنَابِرُ
وتوفي يوم السبت لثلاث خلون من صفر سنة ست وستين وثلاثمائة، وقد انقرض عقبه.

المعتضد بن عباد
وأنشدونا للسلطان المعتضد بالله أبي عمرو عباد بن محمد بن إسماعيل بن قريش ابن عباد اللخمي. والمعتضد هذا هو قطب رحى الفتنة، ومنتهى غاية المحنة؛ لم يثبت له قائم ولا حصيد ولا سلم من سيفه قريب ولا بعيد:
شَربنا وجفنُ الليل يَغسلُ كُحلَه ... بماء صباح والنسيْم رقيقُ
معَّتقة صفراءَ أمّا نِجارُها ... فضخٌم وأما جسمُها فدقيق
وقال يخاطب الملك أبا الجيش مجاهد بن عبد الله، صاحب الجزائر ومدينة دانية. ويقال إنها من أبيات لكاتبه ذي المعارف والفنون، أبي الوليد ابن زيدون:
خِلّيِ أبَا الجيش هل يُقْضَي اللقاءُ لَنا ... فَيَشْتَفِى منك طرفٌ أنتَ ناظِرُهُ
شطَّ المزارُ بنا والدّار دانيةٌ ... يا حبّذَا الفألُ لو صحَّت زواجُره
قال ذو النسبين، رضي الله عنه: قوله " والدار دانية " من مليح التورية، وهي ضرب من صنعة البديع، ودانية: مدينة: مدينة كبيرة بشرق الأندلس، وهي مشتقة من: دنا يدنو: إذا قرب.
وأنشدني شيخ الإتقان، وواحد أسانيد الفرقان، أبو العباس أحمد ابن عبد الرحمن اليافعي - ويافع بلياء المثناة باثنتين من أسفل، قبيلة من رعين - قال: أنشدني الأستاذ المقري: أبو داود سليمان بن يحيى، قال: أنشدنا الأستاذ الأعلى أبو الحسن علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني المكفوف قال: دخلت على السلطان المعتمد على الله أبي القاسم محمد بن المعتضد بالله، حين مات أبوه، فأنشدته ارتجالاً:
مات عبّادٌ ولكن ... بَقَيِ الفرعُ الكريمُ
فكأنّ الميْتَ حَيٌّ ... غير أنَّ الضَّادَ مِيم
نام کتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب نویسنده : ابن دحية    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست