responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 83

محاسن الوفاء

قيل في المثل: أوفى من فكيهة و هي امرأة من بني قيس بن ثعلبة، كان من وفائها أن السليك بن سلكة عزا بكر بن وائل، فلم يجد غفلة يلتمسها، فخرج جماعة من بكر فوجدوا أثر قدم على الماء فقالوا: إن هذا الأثر قدم ورد الماء، فقصدوا له، فلما وافى حملوا عليه فعدا حتى ولج قبة فكيهة فاستجار بها، فادخلته تحت درعها فانتزعوا ضمارها فنادت اخوتها فجاءوا عشرة، فمنعوهم منها. قال: و كان سليك يقول: كأني اجد خشونة شعر استها على ظهري حين ادخلتني تحت درعها: و قال:

لعمر أبيك و ابناء تنمي # لينقم الجار أخت بني عوارا

من الخفرات لم تفضح اخاها # و لم ترفع لوالدها شنارا

عنيت به فكيهة حين قامت # لدخل السيف فانتزعوا الخمارا

و يقال أيضا: هو أوفى من أم جميل، و هي من رهط ابن أبي بردة من دوس، و كان من وفائها أن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي قتل رجلا من الأزد فبلغ ذلك قومه بالسراة فوثبوا على ضرار بن الخطاب الفهري ليقتلوه فعدا حتى دخل بيت أم جميل و عاذ بها، فقامت في وجوههم ودعت قومها فمنعوه لها فلما ولي عمر بن الخطاب ظنت أنه أخوه فأتته بالمدينة، فلما انتسبت له عرف القصة فقال: إني لست بأخيه إلاّ في الإسلام و هو غاز و قد عرفنا منتك عليه و أعطاها على أنها ابنة سبيل. و يقال: أوفى من السموأل بن عاديا [1] ، و كان من وفائه أن إمرأ القيس بن حجر لما أراد الخروج إلى قيصر


[1] هو السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي، شاعر جاهلي حكيم من سكان خيبر له حصن سماه الأبلق. و قصته مع امرئ القيس الشاعر الجاهلي مشهورة. توفي عام 65 ق. هـ.

نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست