محاسن التطير
عن عكرمة قال: كنا جلوسا عند ابن عباس و ابن عمر فطار غراب يصيح، فقال رجل من القوم: خير خير، فقال ابن العباس: لا خير و لا شر، و الذي حضرنا من العشر في مثله لأبي الشيص [1] :
ما فرّق الأحباب بعـ # د اللّه إلاّ الإبل
و الناس يلحون غراب # البين لما جهلوا
و ما على ظهر غرا # ب البين تطوي الرحل
و لا إذا صاح غرا # ب في الديار ارتحلوا
و ما غراب البين إ # لا ناقة أو جمل
و قال آخر:
أ ترحل عمن أنت صب بمثله # و تلحي غراب البين أنك تظلم
أقم فغراب البين غير مفرّق # و لا يأتي إلاّ على الفصل يحكم
غلط الذين رأيتهم بجهالة # يلحون كلهم غرابا ينعق
ما الذنب إلاّ للجمال فإنها # مما يشتت شملهم و يفرق
إن الغراب بيمنه يدنى النوي # و تشتت الشمل الجميع الأنيق
[1] أبو الشيص (.. /196 هـ) هو محمد بن علي بن عبد اللّه بن رزين الخزاعي شاعر مطبوع، رقيق اللفظ، كوفي، عاصر أبا نواس و صريع الغواني فغلباه على الشهرة.