نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 27
محاسن المخاطبات
حكوا عن ابن القرية [1] ، أنه دخل على عبد الملك بن مروان، فبينا عنده إذ دخل بنو عبد الملك عليه فقال: «من هؤلاء الفتية يا أمير المؤمنين؟» قال: «ولد أمير المؤمنين» ، قال: «بارك اللّه لك فيهم كما بارك لأبيك فيك، و بارك لهم فيك كما بارك لك في أبيك» ، قال: فشحن فاه درا.
قال: و قال عمارة بن حمزة لأبي العباس، و قد أمر له بجوهر نفيس:
« وصلك اللّه يا أمير المؤمنين و برّك، فو اللّه لئن أردنا شكرك على أنعامك ليقصرن شكرنا على نعمتك كما قصر اللّه بنا عن منزلتك» . قيل و دخل إسحاق بن إبراهيم الموصلي على الرشيد فقال: ما لك؟قال:
سوامي سوام المكثرين تجملا # و مالي كما قد تعلمين قليل
و آمرة بالبخل قلت لها اقصري # فذلك شيء ما إليه سبيل
و كيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى # و رأي أمير المؤمنين جميل
أرى الناس خلاّن الجواد، و لا أرى # بخيلا له في العالمين خليل
فقال الرشيد: «هذا و اللّه الشعر الذي صحت معانيه، و قويت أركانه و مبانيه، و لذّ على أفواه القائلين و اسماع السامعين. يا غلام أحمل إليه خمسين ألف درهم» ، قال إسحاق: «يا أمير المؤمنين كيف أقبل صلتك، و قد مدحت شعري بأكثر مما مدحتك به؟» قال الأصمعي: «فعلمت أنه أصيد
[1] هو أيوب بن القرية أحد الخطباء الأبيناء في العصر الأموي. ترجم له الجاحظ في كتاب البيان و التبيين ج 1 ص 282.
نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 27