responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 247

مساوئ مكر النساء

و ذكروا أن لقمان بن عاد [1] صاحب لبد، خرج يجول في قبائل العرب، فنزل بحي من العماليق، فبينا هو كذلك إذ ظعن القوم، فظعن معهم، فسمع بامرأة تقول لزوجها: «فلان لو حملت سفطي هذا حتى تجاوز به الثنية، فإن فيه من متاع النساء ما لا بدّ لهن منه، و لعل البعير يقع فيتكسر» و ذلك من لقمان بمنظر و مسمع، فقال: «أفعل» . فاحتمله على عاتقه، فلما انحدر، وجد بللا في صدره فشمه، فإذا هو ريح بول قد جاء من السفط الذي على رأسه ففتح السفط فإذا هو بغلام قد خرج منه يعدو، فلما نظر لقمان قال: يا إحدى بنات طبق» ، -و بنات الطبق إن أن تأتي الحية السلحفاة، فتلتوي عليها، فتبيض بيضة واحدة، فتخرج منها حية شبرا أو نحوه، لا تضرب شيئا إلاّ أهلكته-فتبعه لقمان حتى لحقه، فجاء به يحمله، و اجتمع الناس إليه، و قالوا: «يا لقمان أحكم فيما ترى» فقال:

«ردوا الغلام في السفط يكون له مثوى حتى يرى و يعلم أن العقاب فيما أتى و تحمله المرأة بفعلها، حملوها ما حملت زوجها، ثم شدوا عليها، فإن ذلك جزاء مثلها» . فعمدوا إلى الغلام، فشدوه في السفط، ثم شدوه في عنق المرأة، ثم تركوهما حتى ماتا.

ثم فارقهم لقمان، فأتى قبيلة أخرى فنزل بهم، فبينا هو كذلك، إذ


[1] لقمان بن عاد بن ملطاط الحميري معمر جاهلي قديم يلقب بالرائش الأكبر. زعم أصحاب الأساطير أنه عاش عمر سبعة نسور مبالغة في طول حياته. و هو غير لقمان الحكيم المذكور في القرآن.

نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست