نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 209
رأي المرأة بالرجل
ذكروا أن الأخطل [1] كانت عنده امرأة، و كان بها معجبا، فطلقها و تزوج بمطلقة رجل من بني تغلب، و كانت بالتغلبي معجبة، فبينا هي ذات يوم جالسة مع الأخطل، إذ ذكرت زوجها الأول، فتنفست الصعداء، ثم ذرفت دموعها، فعرف الأخطل ما بها، فذكر امرأته الأولى، و أنشأ يقول:
كلانا على وجد يبيت كأنّما # بجنبيه من مسّ الفراش قروح
على زوجها الماضي تنوح و زوجها # على الطّلّة الأولى كذاك ينوح
قيل: و خاصمت امرأة زوجها إلى زياد فجعلت تعيبه، و تقع فيه، فقال الزوج: «أصلح اللّه الأمير، إن شر المرأة كبرها، إن المرأة إذا كبرت عقم رحمها، و بذأ لسانها، و ساء خلقها، و الرجل إذا كبر استحكم رأيه، و قل جهله» . قال: «صدقت» ، و حكم له بها.
و ذكروا أن امرأة أتت عبيد اللّه بن زياد، و كانت ذات شحم و جسم و جمال، مستعدية على زوجها، و كان أسود دميم الخلقة، فقال: «ما بال هذه المرأة تشكوك» ؟قال: «أصبح اللّه الأمير سلها عما ترى من جسمها و شحمها أ من طعامي أم من طعام غيري» ؟قالت: «من طعامك، أ فتمن عليّ بطعام أطعمتنيه، و الكلاب تأكل» ؟قال: «سلها عن كسوتها من مالي هي أم من مال غيري» ؟قالت: «من مالك، أ فتمن عليّ بثوب كسوتنيه» ،
[1] الأخطل هو غياث بن غوث التغلبي، أحد شعراء المثلث الأموي الكبار: الفرزدق، و جرير و الأخطل. اتصل بعبد الملك بن مروان و سائر خلفاء بني أمية و مدحهم و نال جوائزهم معظم شعره في المديح و الهجاء و الخمرة: توفي سنة 92 هـ.
نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 209