نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 80
و قد كان في آل زياد غير واحد يسمى شيرويه. قال: و في دار شيرويه عاد علي بن أبي طالب زيادا من علة كانت به.
فهذا ما حضرنا من لكنة البلغاء و الخطباء و الشعراء و الرؤساء. فأما لكنة العامة و من لم يكن له حظ في المنطق فمثل فيل مولى زياد فإنه قال مرة لزياد «اهدوا لنا همار وهش» . يريد حمار وحش. فقال زياد: ما تقول ويلك! قال: «أهدوا إلينا أيرا» . يريد عيرا. فقال زياد: الأول أهون!و فهم ما أراد.
و قالت أم ولد لجرير بن الخطفي، لبعض ولدها: «وقع الجردان في عجان أمكم» [1] ، فأبدلت الذال من الجرذان دالا و ضمت الجيم، و جعلت العجين عجانا. و قال بعض الشعراء في أم ولد له، يذكر لكنتها:
أول ما أسمع منها في السحر # تذكيرها الأنثى و تأنيث الذكر
و السوءة السوآء في ذكر القمر
لأنها كانت إذا أرادت أن تقول القمر، قالت: الكمر.
و قال ابن عباد: ركبت عجوز سندية جملا، فلما مضى تحتها متخلعا اعتراها كهيئة حركة الجماع، فقالت: هذا الذمل يذكرنا بالسر. تريد أنه يذكرها بالوطء، فقلبت السين شينا و الجيم ذالا. و هذا كثير.
و باب آخر من اللكنة. قيل لنبطي: لم ابتعت هذه الأتان؟قال:
«أركبها و تلد لي» فجاء بالمعنى بعينه و لم يبدل الحروف بغيرها، و لا زاد فيها و لا نقص، و لكنه فتح المكسور حين قال و تلد لي، و لم يقل تلد لي.
قال: و الصقلبي يجعل الذال المعجمة دالا في الحروف.
[1] الجردان، بالضم: قضيب ذوات الحوافر، أو هي عام. و العجان ما بين السوأتين.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 80