responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 270

«أي بنيّ، إني مؤد إليك حق اللّه في تأديبك، فأد إلي حق اللّه في حسن الاستماع. أي بني، كفّ الأذى، و ارفض البذا، و استعن على الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك نفسك فيها إلى القول، فإن للقول ساعات يضرّ فيها الخطأ، و لا ينفع فيها الصواب. و احذر مشورة الجاهل و إن كان ناصحا، كما تحذر مشورة العاقل إذا كان غاشا، يوشك أن يورّطاك بمشورتهما، فيسبق إليك مكر العاقل، و غرارة الجاهل» .

قال الحسن بن خليل: كان المأمون قد استثقل سهل بن هارون، فدخل عليه سهل يوما و الناس عنده على منازلهم، فتكلم المأمون بكلام فذهب فيه كلّ مذهب، فلما فرغ المأمون من كلامه أقبل سهل بن هارون على ذلك الجمع فقال:

«ما لكم تسمعون و لا تعون، و تشاهدون و لا تفقهون، و تنظرون و لا تبصرون. و اللّه إنه ليفعل و يقول في اليوم القصير مثل ما فعل بنو مروان و قالوا في الدهر الطويل. عربكم كعجمهم، و عجمكم كعبيدهم، و لكن كيف يعرف الدواء من لا يشعر بالداء» .

قال: فرجع له المأمون بعد ذلك إلى الرأي الأول.

[أولاد سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس‌]

و من خطباء بني هاشم ثم من ولد جعفر بن سليمان: سليمان بن جعفر والي مكة. قال المكي: سمعت مشايخنا من أهل مكة يقولون: إنه لم يرد عليهم أمير منذ عقلوا الكلام إلا و سليمان أبين منه قاعدا، و أخطب منه قائما.

و كان داود بن جعفر إذا خطب اسحنفر فلم يردّه شي‌ء [1] ، و كان في لسانه شبيه بالرتة [2] .


[1] اسحنفر: اتسع في كلامه، أسهب.

[2] الرتة: العجمة في الكلام.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست