نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 253
عاما، لانه كان يتأله [1] . و قد ضرب به المثل فقالوا: «أصح من عير أبي سيارة» .
و الفضل هو الذي يقول في قصصه: «سل الأرض فقل: من شق أنهارك، و غرس أشجارك، و جنى ثمارك، فإن لم تجبك حوارا، أجابتك اعتبارا» .
و كان عبد الصمد بن الفضل أغزر من أبيه و أعجب و أبين و أخطب.
و قال: و حدثني أبو جعفر الصوفي القاص قال: تكلم عبد الصمد في خلق البعوضة و في جميع شأنها ثلاثة مجالس تامة.
قال: و كان بزيد بن أبان عم الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي، من أصحاب أنس و الحسن، و كان يتكلم في مجلس الحسن، و كان زاهدا عابدا، و عالما فاضلا، و كان خطيبا، و كان قاصا مجيدا.
قال أبو عبيدة: كان أبوهم خطيبا، و كذلك جدهم، و كانوا خطباء الأكاسرة فلما سبوا و ولد لهم الأولاد في بلاد الإسلام و في جزيرة العرب، نزعهم ذلك العرق، فقاموا في أهل هذه اللغة كمقامهم في أهل تلك اللغة، و فيهم شعر و خطب، و ما زالوا كذلك حتى أصهر إليهم الغرباء ففسد ذلك العرق و دخله الخور.
[قس بن ساعدة]
و من خطباء إياد قسّ بن ساعدة، و هو الذي قال فيه النبي صلّى اللّه عليه و آله: «رأيته بسوق عكاظ على جمل أحمر و هو يقول: أيها الناس اجتمعوا و اسمعوا و عوا.
من عاش مات، و من مات فات، و كل ما هو آت» .
و هو القائل في هذه: «آيات محكمات، مطر و نبات، و آباء و أمهات، و ذاهب و آت، ضوء و ظلام، و بر و أثام، و لباس و مركب، و مطعم و مشرب،