responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الافضليات نویسنده : علي بن منجب    جلد : 1  صفحه : 56
وقفت على قبر مقيم بقفرة ... مناخ قليل من حبيب مفارق
فمن مليح هذا الباب قول الشريف الرضي:
خبر تمخض بالأجنة ذكره ... قتل النفوس وأسلف البلبا (لا)
الشك أبرد للحشى في مثله ... يا ليت شكي دام فيه وطا (لا)
ينظر إلى هذا المعنى قول مهيار:
كم قد تعللت المنى بك تارة ... أمن، وطورا خيفة وحذار
وتخالفت فيك الرواة فسرني ... وتلونت بحديثك الأخبار
ولقد ظننت بها وراء لثامها ... خيرا، فكشف قبحها الإسفار
ما كنت أول كوكب نزل الدنا ... وسما إلى نظرائه فتعالى
لا رزء أعظم من مصابك إنه ... وصل الدموع وقطع الأوصالا
ألا أقالتك الليالي عثرة ... يا من إذا عثر لازمان أقالا
لمن الصوارم عريت أمطاؤها ... حول الخيام تنازع الأطوالا
بدلن من لبس الشكيم مقاودا ... مربوطة ومن السروج جلالا
فجعت بمنصلت يعرض للقنا ... أعناقها، ويحصن الأكفالا
*** وهذا من قول أبي الفرج الببغاء:
يلقى الطعان بصدر منه ليس له ... ظهر وهادي جواد ما له كفل
***
إن طوح الفعال دهر ظالم ... فلقد أقام وخلد الأفعالا
طلبوا التراث فلم يروا من بعده ... إلا على وفضائلا وجلالا
هيهات فاتهم تراث مخاطر ... حفظ الثناء وضيع الأموالا
قد كان أعرف بالزمان وصرفه ... من أن يثمر أو يجمع مالا
وأرى الكمال جنى عليه لأنه ... غرض النوائب من أعير كمالا
صلى الإله عليك من متوسد ... بعد المهاد جنادلا ورمالا
طرح الرجال لك العمائم حسرة ... لما رأوك تسير، أو إجلالا
يريد: حسرة وإجلالا، وأو هاهنا بمعنى الواو؛ قال الله - تعالى -: (ولا تطع منهم آثما أو كفورا) ، وقال الشاعر:
أتى الخلافة أو كانت له قدرا ... كما أتى ربه موسى على قدر
وقال آخر:
وقد زعمت ليلى بأني أحبها ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها
وقال مهيار:
كنت خبيئاً ترقب الأيام في ... ظهوره الميقات أو تراصد
ولا يصح الوزن بالواو؛ لأن الكف لا يجوز في الرجز.

قالوا ... وقد فجئوا بنعشك سائرا

من ميل الجبل العظيم فمالا
وهو يكثر من هذا المعنى كقوله:
أتنظر كيف تسفع بالنواصي ... ليالبنا وتعثر بالجبال
وقوله:
جبل هوى لو خر في البحر اغتدى ... من وقعه متتابع الإزباد
ما كنت أحسب قبل حطك في الثرى ... أن الثرى يعلو على الأطواد
وقوله:
إن كان ذا الطود خ ... ر فبعدما استعلى طويلا
وقوله دعاء لمريض:
لا زعزعتك الخطوب يا جبل.
وقوله:
أي طود لك من أي جبال ... لقحت أرض به بعد حيال
ما رأى حيا نزار قبله ... جبلا سار على أيدي الرجال
ومن مليح ما في هذه القطعة:
عجبا أصبحت للضيم وما ... نثر الطعن أنابيب العوالي
لا أرى الدمع كفاء للجوى ... ليس أن الدمع من بعدك غالي
وبرغمي أن كسوناك الثرى ... وفرشناك زرابي الرمال
وهجرناك على ضن الهوى ... رب هجران على غير تقال
كل مأسور يرجى فكه ... غير من أصبح في قد الليالي
لا تقل تلك قبور إنما ... هي أصداف على غر لآلي
وقوله أيضا:
أرواحنا دين وما أنفاسنا ... إلا قضاء والزمان غريمها
لم يشفع الدهر الخؤون لمهجة ... في العمر إلا عاد وهو خصيمها
يا دهر كم أسهرت لي من ليلة ... قد كنت قبل؛ أنامها وأنيمها
إن كان رزؤك ذا جسيما فالذي ... ينمي إليك من الأمور جسيمها
فتعز، إن من العزاء شجاعة ... وأجل ما عزى نفوسا خيمها
وقوله أيضا:
إن المنايا معدات لأنفسنا ... وإن أمدت بأعوام وأعوام
نسعى بأقدامنا عنها فتدركنا ... سبق الجياد وما تسعى بأقدام
ما لي بطي الليالي غير مكترث ... وما ورائي منها كان قدامي؟!
إن الحياة وإن عزت مخائلها ... ظل، وإن المنى أضغاث أحلام
نامي البقاء إلى الذاوي تراجعه ... كلا، وما يرجع الذاوي إلى النامي
وقوله:
نام کتاب : الافضليات نویسنده : علي بن منجب    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست