responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 358



و صوّح البقل ناج تجيء به * هيف يمانية في مرّها نكب

فجعلها النّكباء التي تلي الجنوب . وقال الكعبي المنقري :

تمرع إذ تسعى بها ذو إيالة * من الحرّ ما كانت مذانبه خضرا

يصف راعيا تمرع طلب مريع الكلأ . تسعى بها : تتمادى في الطلَّب . ذو إيالة : حاذقا بمعالجة الإبل والقيام عليها . والمذانب : المشارب وذلك أنّ الثّريا إذا طلعت سحرا تحوّل جميع أهل المراتع إلى المحاضر ليبس الكلاء ، ونضوب الماء ، وذهاب الجز ، فلا يبقى في المراتع إلَّا من يتولَّى رعيه الإبل بنفسه ، ويتشيّع سرار الغيطان ، وبطون الأودية . والعلان :
التي فيها بقايا الرّطب ، ولا يكون ذلك التّخلف إلَّا شهرا وبعض آخر ، وهو من وقت طلوع الشّرطين ، لستّ عشرة ليلة نحو من نيسان إلى وقت طلوع الثّريا يخلو من أيار إلى طلوع الدّبران وهو لليلة من حزيران وأنشد :

أقمن شهرا بعد ما تصّيفا * حتّى إذا ما طرد الصّيف السّفا قرين بزلا ودليلا محشفا * وبدّلت والدّهر ذو تبدّل هيفا دبورا بالصّبا والشّمأل

فلم تزل الشّمال عالية زمان العشب ووقت الحركة ، حافظة لبلولة النّبات لروحها حتى إذا انقضت أيامه ، ودخل الصّيف ذهب سلطانها وهبت الجنوب فدافعتها .
و إنّما سمّي الهيف لحرّها ويبسها ، ولذلك قيل للسّريع العطش : المهياف ورجل هاف ، وامرأة هافة ، وقد هاف الرّجل إذا عطش .
و قال الكلابي : الهيف أوّل السّموم وقد يجعل كلّ ريح هبت بحرّ هيفا وإن كانت الشّهرة في ذلك للجنوب والدّبور . والنّكباء التي بينهما . هذه أغلب الرّياح على الهيف وقال ذو الرّمة يصف عيشا ونساءا انتجعنه شعرا :

ألقى عصى النّوى عنهنّ ذو زهر * وحفّ على ألسن الرّواد محمود حتّى إذا وجفت بهمى لوى لبن * واصفّر بعد سواد الخضرة العود وغادر الفرخ في المثوى تريكته * وكان من حاضر الرّجلين تصعيد ظللت تخفق أحشائي على كبدي * كأنّني من حذار البين مورود

قوله : ذو زهر يريد بها نباتا ثم واكتهل فظهرت زهرية يريد استغنى به عن انتجاع .
و قوله : وحفت : أي يبست فطيرته الرّيح ، وقوله : غادر الفرخ تريكته أي بيضته التي خرج منها ، وهذا باب واسع . فأمّا قول الآخر :

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست