responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 190



ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان * أمل عليها بالبلى الملوان

وهذا تثنية ملا ، وفسّر أمل عليها : طال عليها . قال الشيخ : ويجوز عندي أن يكون أمل من إملال الكتاب ، يقال : أمل الدّروس والخلوقة عليها الملوان ، ويكون الباء في قوله :
بالبلى : إن شئت زائدة للتأكيد ، وإن شئت قلت : أراد بسبب البلى ويكون مفعول أملى محذوفا .
و ذكر بعض النّظار أنّ قولهم : ملوان لا يكون اللَّيل والنّهار بدلالة قول ابن مقبل نهار ، وليل دائم ملواهما . والشيء لا يضاف إلى نفسه ولكنّه المتّسع من الدّهر ، ولو قيل : غدّوهما وعشيّهما كان أشبه . وقال ابن أحمر شعرا :

ليهنكم أنّا نزلنا ببلدة * كلا ملوة بها ميبس غير منعم

وقد تصرّفوا في هذه اللَّفظة على أبينة مختلفة فقالوا : لقيت عنده ملوة من الدّهر وملوة ومليا . قال اللَّه تعالى : * ( واهْجُرْنِي مَلِيًّا ) * [ سورة مريم ، الآية : 46 ] ومضت ملاوة من الدّهر وملاؤه وملاوة . قال أبو ذؤيب شعرا :

حتّى إذا جزرت مياه رزوبة * وبأيّ حزّ ملاؤه يتقطَّع

ومن هذا قوله تعالى : * ( فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ) * [ سورة الحج ، الآية : 44 ] أي أخّرت النّقمة منهم يقال : أملى اللَّه لفلان العمر : أي أخّر عنه أجله ، وقوله : بأيّ حز ملاوة ، لفظة استفهام والمعنى معنى الخبر أي : تنقطع تلك المياه في حين ، وأي حين ، والمراد في أشدّ ما كان حاجة إليها عند انتهاء الحر وذهاب الرّطب ، وانتشاف الغدران ، وهذا كما تقول : في أيّ حين ووقت زيدا حين تمكَّن العدوّ منه ، وضاقت المسالك به ، ويقال : على أيّ حزة أتانا فلان ؟ أي أي ساعة وحين ، وجئتنا على حزّة منكرة ، وكأنّه يعني ما حزّ من الدّهر أي قطع ، وإنّما أضاف الحزّة إلى الملاوة ، وهما اسمان للوقت ، لأنّ المراد بأيّ ساعة من الدّهر ، فالحز اسم للجزء اليسير . والملاوة : للممتد المتّصل ، وهذا كإضافة البعض إلى الكل ، ويقال : تملَّيت حبيبا : أي عايشته طويلا ملاوة وحينا ، وملاك اللَّه نعمة أي أدامها وأطال وقتها ، وقال الأسود بن يعفر :

آليت لا أشريه حتّى يملَّني * وآليت لا أملاه حتّى تعارقا

قال قطرب : قوله : أملاه أتى به على مليه : بلاه وقالوا : أملاك الجديدان والأجدان والفتنان : أي اللَّيل والنّهار ، وابنا سمير ، وكل ذلك اشتقاقه وطريقته ظاهر ، قال :

لم يلبث الفتنان أن عصفا بهم * ليل يكرّ عليهم ونهار

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست