وقريثاء [١] إنه بحذف الواو والألف والياء ؛ لجعل الألف الممدودة
كالجزء من وجه وغير الجزء من آخر ، على ما بينا. فقال : بريكاء وقريثاء مخففين ،
والمبرد يشدد نحوهما ؛ لأنه لا يحذف شيئا ؛ قال سيبويه : لو جاء فى الكلام فعولاء
بفتح الواو لم تحذفها حذف واو جلولاء [٢] ، لأنها تكون إذن للالحاق بحر ملاء [٣] فتكون كالأصلية ، وأما واو بروكاء وجلولاء فمدة ضعيفة
فلا مبالاة بحذفها لاقتضاء القياس المذكور ذلك ؛ وإذا صغرت معيوراء ومعلوجاء [٤] لم يحذف الواو ؛ لأن لمثل هذه المدة حالا فى الثبات
ليست لغيرها ، كما قلنا فى ألف حولايا التى قبل الياء ، وأما مع تاء التأنيث فلا
خلاف أن المدة الثالثة لا تحذف ، نحو دجاجة ودجاجتان ،
[١] قال فى اللسان :
البروكاء (بفتح فضم) والبراكاء (بضم أولها) والبراكاء (بفتح أولها) : الثبات فى
الحرب والجد وأصله من البروك ، قال بشر بن أبى خازم
ولا ينجي من الغمرات إلا
براكاء القتال أو الفرار
والبراكاء (بفتح أولها) أيضا : ساحة
القتال» اه بتصرف. والقريثاء (بفتح فكسر) : ضرب من التمر أسود ومثله الكريثاء ولا
نظير لهما فى البناء ، وكأن الكاف فى الثانى بدل من القاف فى الأول
[٢] جلولاء ـ بفتح
أوله وضم ثانيه آخره ألف ممدودة ـ : ناحية من نواحى سواد العراق فى طريق خراسان
بينها وبين خانقين سبعة فراسخ ، وهو نهر عظيم فى العراق. وبها كانت الوقعة
المشهورة على الفرس للمسلمين سنة ١٦ من الهجرة وجلولاء أيضا : مدينة مشهورة
بافريقيا بينها وبين القيروان أربعة وعشرون ميلا وكان فتحها على يدى عبد الملك بن
مروان
[٣] حرملاء (بفتح
فسكون ففتح) : اسم موضع كما فى اللسان والقاموس ولم يذكره ياقوت
[٤] معيوراء : اسم
جمع عير ، وهو الحمار وحشيا كان أو أهليا وقد غلب على الوحشى. ومعلوجاء : اسم جمع
لعلج وقد تقدم (ص ٢٤٣ ه ٣)