كان فيه نحو عصا وفتى وعم [١] والسبب هو اجتماع الساكنين ، وقريب منه ما لم يزل
التصغير سبب الحذف لكنه عرض فى التصغير ما يمنع من اعتبار ذلك السبب ، كالثلاثى
المحذوف منه حرف إما لقصد التخفيف على غير قياس نحو سه وغد ، ونحو ابن واسم وبنت
وأخت وحم ؛ فان قصد التخفيف بالحذف لا يمكن اعتباره فى التصغير ؛ إذ لا يتم الوزن
بدون المحذوف ، وإما لإعلال قياسى كعدة وزنة ، وما لا يزيل التصغير سبب القلب الذى
كان فى مكبره نحو تراث وأدد [٢] وما لا يزيل التصغير سبب الحذف الذى كان فى مكبره كميت
لوقوعها بعد ياء
التصغير وهى ساكنة. وأدؤر جمع دار وأصله أدور قلبت الواو المضمومة ضمة لازمة همزة
جوازا ، فاذا صغر وقعت العين بعد ياء التصغير فى اسم زائد على الثلاثة فوجب أن
تكون مكسورة فزال سبب قلب العين همزة. والنؤور بزنة صبور : النيلج ودخان الشحم ؛
وحصاة كالاثمد تدق فتسفها اللثة. والنؤور أيضا المرأة النفور من الريبة ، وأصل
النؤر النوور ، قلبت الواو همزة جوازا لكونها مضمومة ضما لازما ، فأذا صغر زال سبب
قلبها همزة لأنها تقع ثانيا فى المصغر ، وهو مفتوح على ما قدمنا. وأصل متلج ومتعد
موتلج وموتعد (بوزان مفتعل) من الولوج والوعد فقلبت الواو فيهما تاء لوقوعها قبل
تاء الافتعال ثم أدغمت فى التاء ، فأذا صغرا حذفت تاء الافتعال لأنها تخل بصيغة
التصغير فيزول بحذفها سبب قلب الواو تاء
[١] أصل عصا وفتى عصو
وفتى قلبت لامهما ألفا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما ، ثم حذفت الألف تخلصا من
التقاء الساكنين ، وكذا التنوين ، فاذا صغرا زال سبب قلب لامهما ألفا لوقوعها بعد
ياء التصغير التى هى ساكنة ، ومتى زال سبب القلب ألفا زال سبب الحذف. وأصل عم عمى
استثقلت الضمة أو الكسرة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان الياء والتنوين فحذفت
الياء ، فاذا صغر وقعت الياء بعد ياء التصغير الساكنة فلا تستثقل الحركة عليها كما
لم تستثقل على نحو ظبى ، فيزول سبب الحذف
[٢] التراث كغراب :
المال الموروث ، أصله وراث استثقلوا الواو المضمومة فى أول الكلمة فأبدلوها تاء
إبدالا غير قياسى. وأدد : علم شخصى ، وأصله ودد فقلبت