أقول قوله
«ورحمة ونشدة»ليس الأول
للمرة ولا الثانى للهيئة وإن وافقتا فى الوزن ما يصاغ لهما
والتى ذكرها
المصنف من أوزان مصادر الثلاثى هى الكثيرة الغالبة ، وقد جاء غير ذلك أيضا كالفعلل
نحو السّودد ، والفعلوت نحو الجبروت [١] والتّفعل نحو التّدرأ [٢] والفيعلولة كالكينونة ، وأصلها [٣] كيّنونة ؛ والفعلولة كالشّيخوخة
[١] الجبروت : الكبر
والقهر ، وقد جاء هذا اللفظ على أوزان كثيرة
[٢] التدرأ ـ بضم
التاء وسكون الدال بعدها راء مهملة مفتوحة ـ هو الدرء والدفع ، قال العباس بن
مرداس السلمى : ـ
وقد كنت فى الحرب ذا تدرإ
فلم أعط شيئا ولم أمنع
قال ابن الأثير : «ذو تدرإ : أى ذو هجوم
، لا يتوقى ولا يهاب ، ففيه قوة على دفع أعدائه» اه
[٣] الكينونة : مصدر
كان يكون كونا وكينونة ، قال الفراء : العرب تقول فى ذوات الياء مما يشبه زغت وسرت
طرت طيرورة وحدت حيدودة فيما لا يحصى من هذا الضرب ؛ فأما ذوات الواو مثل قلت ورضت
فانهم لا يقولون ذلك ، وقد أتى عنهم فى أربعة أحرف منها : الكينونة من كنت ،
والديمومة من دمت ، والهيعوعة من الهواع ، والسيدودة من سدت ، وكان ينبغى أن يكون
كونونة ، ولكنها لما قلت فى مصادر الواو وكثرت فى مصادر الياء ألحقوها بالذى هو
أكثر مجيئا منها إذ كانت الواو والياء متقاربى المخرج ، قال : وكان الخليل يقول :
كينونة فيعولة هى فى الأصل كيونونة التقت منها ياء وواو والأولى منهما ساكنة ،
فصيرتا ياء مشددة مثل ما قالوا الهين من هنت ، ثم خففوها ، فقالوا : كينونة كما
قالوا هين لين ، قال الفراء : وقد ذهب مذهبا ، إلا أن القول عندى هو الأول ،
وسيأتى لنا فى هذا الموضوع مزيد بحث فى باب الاعلال إن شاء الله