[١] هذا بيت من الرجز
المشطور ، ليس هو أول أرجوزة لرؤبة بن العجاج كما قال البغدادى فى شرح الشواهد ،
بل هو البيت الخامس عشر ، وبعده :
وبعض أعراض الشّجون الشجّن
دار كرقم الكاتب المرقّن
بين نقا الملقى وبين الأجؤن
يادار عفراء ودار البخدن
بك
المهى من مطفل ومشدن
والشعيب ـ بفتح أوله ـ المزادة الصغيرة.
والعين : التى فيها عيون وثقوب فهى تسيل ، وهم يشبهون خروج الدمع من العين بخروج
الماء من خرز المزادة ، والشجون : جمع شجن ، وهو الحزن. والشجن : جمع شاجن مثل
راكع وركع والشاجن : اسم فاعل من شجنه يشجنه ؛ إذا حزنه ، وبابه نصر. ورقم الكاتب
: مرقومه ، والمرقن : صفة للكاتب ، وهو الذى ينقط الكتاب. وقوله : دار خبر قوله
وبعض أعراض. والنقا : الكثيب من الرمل ، والملقى والأجؤن : مكانان. والبخدن :
المرأة الرخصة الناعمة التارة ، هذا أصله ، وقد سموا به امرأة ، وهو كزبرج وجعفر.
والمطفل : ذات الطفل. والمشدن : ذات الشادن وهو ولد الظبية ، والشاهد فى البيت كما
قال الأعلم مجىء عين على فيعل بالفتح ، وهو شاذ فى المعتل ، لم يسمع إلا فى هذه
الكلمة ، وكان قياسها أن تكسر العين مثل سيد وهين ولين وقيل ونحو هذا ، وهذا بناء
يختص به المعتل ولا يكون فى الصحيح. ونقول : وقد جاء هذا اللفظ على القياس بكسر
العين كما حكاه فى اللسان ، وفى شرح أدب الكاتب ، وهذا الذى ذكروه من أن سيدا
ونحوه على زنة فيعل بكسر العين هو مذهب سيبويه ، وهو أحد ثلاثة مذاهب ، وثانيها
وهو مذهب جماعة أن أصله فيعل بفتح العين فكسرت العين شذوذا كما كسروا الباء من
البصرى ، وثالثها وهو مذهب الفراء أن أصله على زنة فعيل مثل طويل ؛ فقدمت الياء
إلى موضع العين ، وبقيت كل واحدة على حالها من الحركة والسكون ، ثم قلبت الواو ياء
وأدغمت فى الياء ، وهذا عنده قياس مطرد فى كل ما جاء على فعيل صفة مشهة من الأجوف
، وسيأتى تفصيل هذه المذاهب فى باب الاعلال