responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 48

بالأذى ذلك الشعر الذي يُحلق عنه. قال : وهذا مما قلتُ لك إنّهم ربّما سمَّوا الشيء باسم غيره إذا كان معه أو من سببه ، فسمِّيت الشاة عقيقة لعقيقة الشَعَر.

قال أبو عبيد : وكذلك كل مولود من البهائم فإنَّ الشعر الذي يكون عليه حين يولد عقيقة وعِقّة. وأنشد لزهير :

أذلك أم أقبُّ البطن جأبٌ

عليه من عقيقته عفاءُ

فجعل العقيقةَ الشعر لا الشاةَ. وقال الآخر يصف العَيْر :

تحسَّرت عِقَّةٌ عنه فأنسلها

واجتاب أخْرى جديداً بعدما ابتقلا

يقول : لما تربّع ورَعى الربيعِ وبُقُولَه أنسَلَ الشعر المولود معه ، وأنبت آخر فاجتابه ، أي لبسه فاكتساه.

قلت : ويقال لهذا الشعر عقيق ، بغير هاء ، ومنه قول الشّماخ :

أطار عقيقَهُ عنه نُسالاً

وأُدمجَ دَمْجَ ذي شطن بديع

أراد شعره الذي ولد وهو عليه ، أنه أنسله عنه ، أي أسقطه.

قلت : وأصل العَقّ الشَّق والقطع ، وسمِّيت الشعرةُ التي يخرج المولود من بطن أمّه وهي عليه عقيقة ، لأنها إنْ كانت على رأس الإنسيّ حُلقت عنه فقطعت ، وإن كانت على بهيمة فإنّها تُنسلها. وقيل للذبيحة عقيقة لأنها تذبح ويشق حلقومها ومريُّها ووَدَجاها قطعاً ، كما سمّيت ذبيحة بالذَّبح وهو الشق.

وأخبرني أبو الفضل المنذري عن الحرَّاني عن ابن السكيت أنه قال : يقال عقّ فلانٌ عن ولده ، إذا ذبح عَنْه يوم أسبوعه. قال : وعقّ فلانٌ أباه يعقُّه عقاً.

وأعقّ الرجلُ ، أي جاء بالعُقوق. وقال الأعشى :

فإنّي وما كلّفتموني وربّكم

ليعلَمُ من أمسى أعقَ وأحربا

أي جاء بالحَرَب. قال : ويقال أعقَّت الفرسُ فهي عَقُوق ، ولا يقال مُعِقّ. وهي فرس عقوق ، إذا انفتَقَ بطنُها واتَّسَع للوَلَد. قال : وكلُّ انشقاقٍ فهو انعقاق ، وكل شق وَخرْقٍ فهو عَقٌ ، ومنه قيل للبرق إذا انشقّ : عقيقة.

وقال غيره : عقّ فلانٌ والديه يعقُّهما عقوقاً ، إذا قطعهما ولم يصل رحمه منهما.

وقال أبو سفيان بن حرب لحمزةَ سيّد الشهداء رَضي الله عنه يوم أحد حين مرَّ به وهو مقتولٌ : «ذُقْ عُقَق» ، معناه ذق القتل يا عاقّ كما قتلت ، يعني من قتلتَ يوم بدر. وجمع العاقّ القاطع لرحمه عَقَقةٌ.

ويقال أيضاً رجلٌ عَقٌ. وقال الزَّفَيانُ الراجز :

أنا أبو المِرقالِ عقّاً فَظَّ

لمن أعادي مَحِكا مِلظّا

وقيل : أراد بالعَقّ المُرَّ ، من الماء العُقاق ، وهو القُعاع.

وأخبرني المنذري عن محمد بن يزيد الثُّمالي أنه قال في قول الجعدي :

بَحرُكَ عذبُ الماء ما أعقّهُ

نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست