responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 266

خَرِق فلم يدنُ للصَّيد : عَرِشَ وعَرِسَ.

شعر : قال الله تبارك وتعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ) [المَائدة : ٢] قال الفراء : كانت العربُ عامّةً لا يرون الصّفا والمروةَ من الشعائر ، ولا يطوفون بينهما ، فأنزل الله جلّ وعزّ : (لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ) [المَائدة : ٢] ، أي لا تستحلُّوا تَركَ ذلك وقال أبو عبيدة : شعائر الله واحدها شعيرة ، وهي ما أُشعرَ ليُهدَى إلى بيت الله وقال الزجاج : شعائر الله يُعنَى بها جميع متعبَّدات الله التي أشعرَها الله ، أي جعلها أعلاماً لنا ، وهي كلُّ ما كان من موقفٍ أو مسعًى أو ذِبْح. وإنّما قيل شعائر الله لكلِّ عَلَمٍ مما تُعُبِّد به لأنَّ قولهم شَعَرت به : علمتُه ، فلهذا سمِّيت الأعلام التي هي متعبَّداتُ الله شعائر.

وأما إشعار الهَدْي فإنّ أبا عبيدٍ روى عن الأصمعي أنّه قال : إشعار الهَدْي هو أن يُطعَن في أسنمتها في أحد الجانبين بمبضعٍ أو نحوه بقدر ما يسيل الدم ، وهو الذي كان أبو حنيفة يكرهه ، وزعَمَ أنّه مُثْلة وسنّة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أولى بالاتِّباع.

وقال الأصمعي : الإشعار : الإعلام. والشِّعار : العَلَامة. قال : ولا أرى مشاعر الحجّ إلّا من هذا لأنَّها علاماتٌ له.

وفي حديث آخر أن جبريل أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : «مُرْ أمَّتَك أن يرفعوا أصواتَهم بالتلبية فإنَّها من شِعار الحجّ». ومنه شِعار العَساكر ، إنّما يَسِمُون لها علامة ينصبونها ليعرف بها الرجل رُفقَتَه.

وفي حديث آخر أن شعار أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان : يا منصورُ أمِتْ أَمِتْ! وروي عن عمر بن الخطاب أنَّ رجلاً رمى الجمرةَ فأصاب صَلَعَتَه بحجرِ فسال الدم فقال رجل : أُشعِر أميرُ المؤمنين! ونادى رجل آخر : يا خليفة ، وهو اسم رجلٍ ، فقال رجل من بني لِهْبٍ : ليُقتَلَنَّ أمير المؤمنين. فرجَع فقُتِل في تلك السَّنة. ولِهْبٌ : قبيلة من اليمن فيهم عِيافةٌ وزَجْر ، وتشاءم هذا اللِّهبي بِقول أُشعِرَ أميرُ المؤمنين فقال ليقتلن. وكان مُراد الرجل أنه أُعلِمَ بسيلان الدمِ عليه من الشُّجّة ، كما يُشعَر الهدي ، وذهب به اللِّهبيُّ إلى القتل ؛ لأنّ العرب كانت تقول للملوك إذا قُتلوا : أُشعِروا.

وكانوا يقولون في الجاهلية : دية المُشعَرة ألفُ بعير ، يريدون دية الملوك. فلمّا قال الرجل أُشعِر أمير المؤمنين جعله اللِّهبيُّ قتلاً فيما توجَّه له من علم العيافة ، وإن كان مُراد الرجل أنه دُمِّيَ كما يدمَّى الهديُ إذا أُشعِر.

وروى شمر بإسنادٍ له عن بعضهم أنه قال : «لا سَلَبَ إلّا لمن أشعَرَ عِلْجاً ، فأمّا من لم يُشعِرْ فلا سَلَبَ له» : قال شمر : قوله إلّا لمن أشعرَ عِلجاً ، أي طعنه حتّى دخَل السنانُ جَوفَه. قال : والإشعار : الإدماء بطعن أو رمي أو وَجْءٍ بحديدة. وأنشد لكثيِّر :

عليها ولمّا يبلغا كلَّ جهدها

وقد أشعرَاها في أظل ومَدْمَعِ

أشعراها : أدمياها وطعناها وقال الآخر :

يقول للمُهْر والنُّشَّابُ يُشعره

لا تَجزعَنَّ فشرُّ الشَّيمة الجزُع

قال : ومنه إشعار الهدي. ودخل التَّجُوبيُ

نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست