responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 108

فذهب شحمُه وتطأطأ شرفُه. وجِدار خاشع ، إذا تداعى واستوى مع الأرض.

وقال النابغة :

ونُؤيٌ كجِذم الحوضِ أثلم خاشعُ

قال الليث : خشع الرجل يخشَع خشوعاً ، إذا رمَى ببصره إلى الأرض. واختَشَع ، إذا طأطأ صدره وتواضع. قال : والخُشُوع قريبٌ من الخضوع ، إلّا أن الخضوع في البدن والإقرار بالاستخداء ، والخشوع في البدن والصَّوت والبصر. قال الله : (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ) [طه : ١٠٨] : وقال ابنُ دَريد : خشَع الرجل خَراشيَّ صدرِه ، إذا رمَى بها.

قلت : جعل خشَع واقعاً ، ولم أسمعه لغيره.

باب الخاء والعين مع الضاد

[ع خ ض]

استعمل من وجوهه : خضع : قال الله جلّ وعزّ : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) [الشُّعَرَاء : ٤]. أخبرني المنذري عن أبي جعفر الغسّاني عن سَلَمة عن أبي عبيدة ، أن يونس أخبره عن أبي عمرو أنه قال : خاضِعِينَ ليس من صفة الأعناق ، إنما هو من صفة الكناية عن القوم الذين في آخر الأعناق ، فكأنه في التمثيل : فظلَّت أعناق القوم خاضعين ، فالقومُ في موضع هم.

وقال الكسائيّ : أراد فظلت أعناقُهم خاضِعِيها هم ، كما تقول : يدُك باسطها ، تريد أنت ، فاكتفيتَ بما ابتدأتَ من الاسم أن تكُرَّه.

قلت : وهذا غير ما قال أبو عمرو.

وقال الفراء : الأعناق إذا خضعت فأربابها خاضعون. فجعلَ الفعلَ أوّلاً للأعناق ثم جعل خاضعين للرجال. قال : وهذا كما تقول : خضعت لك ، فتكتفي من قولك خضعَتْ لك رقبتي.

وقال أبو إسحاق : قال خاضعين وذكّر الأعناق ، لأن معنى خضوع الأعناق هو خضوع أصحاب الأعناق ، لمَّا لم يكن الخضوع إلّا بخضوع الأعناق جاز أن يخبر عن المضاف إليه ، كما قال الشاعر :

رأت مَرَّ السِّنينَ أخذْنَ منّي

كما أخذَ السِّرارُ من الهلالِ

لمّا كانت السنون لا تكون إلا بمرّ أخبر عن السنين وإن كان أضافَ إليها المرور.

قال : وذكر بعضُهم وجهاً آخر ، قالوا : معناه فظلت أعناقهم لها خاضعين هم ، وأضمر «هُمْ» وأنشد :

ترى أرباقَهم متقلِّدِيها

كما صَدِىء الحديدُ على الكُماةِ

قال : وهذا لا يجوز مثلُه في القرآن. فهذا على بدلِ الغلَط يجوز في الشعر ، كأنه قال ترى أرباقهم ترى متقلّديها ، كأنه قال : ترى قوماً متقلّدي أرباقهم.

وقلت : وهذا الذي قاله الزجاج مذهب الخليل. ومذهب سيبويه أنّ بدل الغلط لا يجوز في كتاب الله عزوجل.

قلت : وخضَع في كلام العرب يكون لازماً وواقعاً ، تقول خضعتُه فخضَع ومنه قول جرير :

نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست