فإذا كان أصلا
وقع فاء وعينا ولاما ، فالفاء نحو : كعب وكعم [١] ، والعين نحو : شكر وشكر ، واللام نحو : محك [٢] وضحك. وأخبرني أبو علي قراءة عليه ، عن أبي بكر ، عن
بعض أصحاب يعقوب عنه ، قال : قال أبو عمرو : يقال أعرابيّ كحّ وأعرابية كحّة ،
تريد قحّ وقحّة. قال : وقال الأصمعي القحّ [٣] : الخالص من اللّؤم والكرم. فينبغي أن تكون الكاف في
كحّ بدلا من قاف قحّ ، لأن أبا زيد حكى في جمعه أقحاح ، ولم نسمعهم قالوا أكحاح ،
فيجري هذا مجرى ما قلناه في جدث [٤] وجدف. وأما قولهم : كشطت وقشطت ، فقد تقدم من القول فيه
ما يدلّ على أنهما لغتان.
وأخبرني أبو
علي عن أبي بكر عن أبي جعفر بن رستم الطبري قال : مرّ رجل برجلين وقد نحرا ناقة
وهما يكشطانها ، فسأل رجلا من ناحية ، فقال : ما جلاء الكاشطين؟ أي ما اسماهما؟
فقال : خابئة مصادع [٥] ، ورأس بلا شعر ، فأتاهما فقال : يا كنانة ويا صليع
أطعماني. وقال أبو علي : أعرفه «خابية المصابع ، وهصّار الأقران [٦]» ، فقال : يا كنانة ويا أسد أطعماني.
[١] كعم : أي وضع في
فمه الكعامة ، وهي ما يجعل على فم الحيوان لئلا يعض أو يأكل.
[٢]محك : محك محكا :
أي لج في المنازعة أو المساومة. مادة (م ح ك) اللسان (٦ / ٤١٤٧)
[٣]القح : ما خلا من
الشوائب الغريبة فهو قح ، وكذا الخالص في اللؤم أو الكرم ، يقال رجل قح للجافي
كأنه خالص فيه وعربي قح أي محض خالص. مادة (ق ح ح) اللسان (٥ / ٣٥٣٥).
[٥]خابية المصادع :
الخابية : الوعاء الذي يحفظ فيه الماء ونحوه (ج) خوابي. اللسان (٢ / ١٠٩٨) المصادع
: (م) المصدع : وهو المشقص من السهام. مادة (ص د ع) اللسان (٤ / ٢٤١٥). وجملة
خابية المصادع كناية عن الجعبة الصغيرة من الجلد والتي تصنع للسهام والنبال.
[٦]هصّار الأقران :
هصّار : هصر : أي أخذ برأسه فأماله إليه ، أو كسره. اللسان (٦ / ٤٦٦٩). الأقران : (م)
قرين وهو الصاحب. قوله هصّار صيغة مبالغة على وزن فعال. والجملة (هصار الأقران)
كناية عن شدته وقوته في ميدان القتال.