الضاد حرف
مجهور ، وهو أحد الحروف المستعلية ، وقد تقدم آنفا ذكرها [١] ، ويكون أصلا لا بدلا ولا زائدا. فإذا كان أصلا وقع فاء
وعينا ولاما ، فالفاء نحو : ضعف وضبر [٢] ، والعين نحو : حضن وحضر ، واللام نحو : خفض وربض [٣].
فأما قولهم :
نضنض لسانه ونصنصه إذا حرّكه ، فأصلان ، وليست الصاد أخت الضاد ، فتبدل منها.
وأخبرني أبو
عليّ يرفعه إلى الأصمعي ، قال : حدثنا عيسى بن عمر ، قال سألت ذا الرّمة عن
النّضناض ، فأخرج لسانه فحركه ، وأنشد :
وقرأت عليه
بإسناده قال : قال اللّحياني : سمعت أبا زيد يقول : تضوّك [٥] في خرئه. قال : وسمعت الأصمعيّ يقول : تصوّكّ. وهذان
أيضا أصلان ، حتى تقوم الدلالة على قلب أحدهما عن صاحبه ، وقد تقدم ذكر قانون [٦] هذا ، وكيف ينبغي أن يكون العمل فيه.
[١] ورد ذكر الحروف
المستعلية فيما سبق وهي : «الصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والخاء ، والغين ،
والقاف».
[٣]ربض : ربضت الغنم
وغيرها من الدواب ـ ربضا وربوضا : طوت قوائمها ولصقت بالأرض وأقامت. والأسد فريسته
: وقع عليها وتمكن منها. مادة (ربض). اللسان (٣ / ١٥٥٨).
[٤] الحية : أنثى
الثعبان. النضناض : التي تحرك لسانها. الحّب : الحبيب. الشرح : تبيت إلى جواره حية
رقطاء وكأنها محبوبته تتسمع منه الأخبار. الشاهد في كلمة «النضناض» كما شرحه
المؤلف. إعراب الشاهد : النضناض : نعت مرفوع وعلامة الرفع الضمة الظاهرة.
[٥]تضوّك في خرئه :
التطخ به ، والخرء يريد به حلقة الدبر. اللسان (٢ / ١١٢١).
[٦] القانون الذي
يشير إليه : هو أن الحروف يسهل إبدالها إذا توحدت في المخرج كالثاء والذال ،
والدال والتاء مثلا.