فإذا كان أصلا
وقع فاء وعينا ولاما. فالفاء نحو : سلم وسلم ، والعين نحو : حسن وحسن ، واللام نحو
: جرس وجرس.
وإذا كانت
زائدة ففي استفعل وما تصرّف منه ، نحو : استخرج ومستخرج.
واستقصى ويستقصي
، وهو مستقص.
واعلم أنّ
العرب تقول : استخذ فلان أرضا. وفي ذلك عندنا قولان : أحدهما : أنه يجوز أن يكون
أصله اتّخذ ، وزنه افتعل ، من قوله عزّ اسمه : (لَوْ شِئْتَ
لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)[١]. ثم إنهم أبدلوا من التاء الأولى التي هي فاء افتعل
سينا ، كما أبدلوا التاء من السين في ستّ ، لأن أصلها سدس ، فلما كانت التاء
والسين مهموستين ، جاز إبدال كل واحدة منهما من أختها.
والقول الآخر :
أنه يجوز أن يكون أراد استتخذ ، أي استفعل. فحذفت التاء الثانية ، التي هي فاء
الفعل ، كما حذفت التاء الأولى من قولهم : تقى يتقي ، وأصله : اتّقى يتّقي ، فحذفت
التاء الأولى التي هي فاء الفعل.
[١] الآية من سورة
الكهف. والمعنى : لو أردت أن تأخذ على ذلك العمل ـ وهو بناء الجدار ـ أجرا. والشاهد
في الآية مجيء «اتخذ» على وزن افتعل.
[٢] خداش بن زهير بن
ربيعة بن عمرو بن ربيعة بن عامر ، من هوازن شاعر جاهلي مشهور. وبيت الشاهد رواه
أبو زيد في نوادره ، ولم ينسبه ، ورواه ابن السكيت في «إصلاح المنطق» (ص ٢٨) ونسبه
لخداش.
[٣] تقوه : اتقوه أي
خافوا منه. الجدود : الأجداد وتروى الجنود. ـ الشرح : اتقوا الله أيها الشباب ،
فالله قد أهلك من كان قبلكم. الشاهد : في «تقوه» فقد حذفت التاء الأولى من الفعل
وأراد «اتقوه». إعراب الشاهد : اتقوه : فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعل
، والهاء : ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.