قال أبو علي :
هذا البيت يقع فيه تصحيف من الناس. يقول قوم مكان تخصي حمارها ، تخطي حمارها ، وهو
مشتبه مشكل : يظنونه من قولهم : العوان [١] لا تعلّم الخمرة.
قال : وقد قال
ابن الأعرابي : يقال : جاءك خاصي العير : إذا وصف بقلة الحياء. فعلى هذا لا يجوز
في البيت غير «تخصي حمارها» ، ويدل على أنّ «جلبّانة» و «جربانة» أصلان ، غير مبدل
أحدهما من صاحبه وجودك لكل واحد منهما أصلا متصرّفا ، واشتقاقا صحيحا ، فأما
جلبّانة فمن الجلبة والصياح ، لأنها الصّخّابة ، وأما جربّانة فمن جرّب الأمور
وتصرّف فيها.
ألا تراه قال :
«تخصي حمارها» ، وإذا بلغت المرأة من البذلة [٢] والحنكة [٣] إلى خصاء حمارها ، فناهيك بها في التجريب والدّربة ،
وهذا وفق الصّخب ، لأنه ضد الحياء والخفر [٤].
وأمّا قولهم في
الدّرع : نثرة ونثلة [٥] ، فينبغي أن يكون الراء بدلا من اللام ، لقولهم : نثل
عليه درعه ، ولم يقولوا نثرها ، فاللام أعم تصرفا ، فهي الأصل.
[٥]نثلة : النثلة :
النقرة بين الشاربين ، والدرع الواسعة. مادة (نثل). اللسان (٦ / ٤٣٤١).
[٦] هذا رابع ستة
أبيات رواها ياقوت في معجم البلدان في «خوارزم» ، ونسبها للأسدي كما هنا خوارزم :
اسما لناحية في جرجان الآن. الشاهد في قوله «خوارزم» فقد كرر الراء لاستقامة
الوزن. الإعراب : خوارزم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.