الخاء حرف
مهموس ، يكون أصلا لا غير ، فيكون فاء وعينا ولاما ، فالفاء نحو : خرج ، وخرج ،
والعين نحو : صخر وصخب [١] ، واللام نحو : مرخ ومرخ [٢].
فأما ما قرأته
على أبي عليّ عن أبي بكر ، عن بعض أصحاب يعقوب ، عن يعقوب من أن أبا زيد قال : خمص
الجرح يخمص خموصا [٣] ، وحمص يحمص حموصا ، وانخمص انخماصا.
قال أبو علي :
وانحمص انحماصا ، ذكره أبو زيد في مصادره [٤] : إذا ذهب ورمه ـ فلا يكون الحاء فيه بدلا من الخاء ،
ولا الخاء بدلا من الحاء ، ألا ترى أن كل واحد من المثالين يتصرف في الكلام تصرف
صاحبه ، فليست لأحدهما مزية من التصرف والعموم في الاستعمال يكون بها أصلا ، ليست
لصاحبه.
ومع هذا فإنك
تجد لكل واحد منهما وجها يحقق له حرفه ، وذلك أن خمص بالخاء ، من الشيء الخميص
الضامر ، وهذا واضح ، لأن الجرح إذا ذهب ورمه ، فهو فيه كخمص البطن ، وأما انحمص
بالحاء فهو من الحمّص ، ألا ترى أنّ الحمّصة صغيرة ضامرة ، فهذا يشهد بأنّ الحرفين
أصلان ، وأنه ليس أحدهما أصلا لصاحبه ، ولا بدلا منه.