نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 99
فإن قيل : فلم
ركّبوه مع المفرد المذكّر دون المؤنّث والمثنّى والمجموع؟ قيل : لأنّ المفرد
المذكّر هو الأصل ، والتّأنيث والتّثنية والجمع كلّها فرع عليه ، وهي أثقل منه ،
فلمّا أرادوا التّركيب ؛ كان تركيبه مع الأصل الذي هو الأخفّ ، أولى من تركيبه مع
الفرع الذي هو الأثقل.
[حبّذا في التّثنية والجمع والتّأنيث بلفظ واحد]
فإن قيل : فلم
كانت «حبّذا» في التّثنية والجمع والتأنيث على لفظ واحد؟ قيل : إنّما كانت كذلك ؛
نحو حبّذا الزّيدان ، وحبّذا الزّيدون ، وحبّذا هند ؛ لأنّها جرت في كلامهم مجرى
المثل ، والأمثال لا تتغيّر ، بل تلزم سننا واحدا ، وطريقة واحدة.
[فإن قيل فما
الغالب على «حبّذا» الاسميّة أو الفعليّة؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ؛ فذهب
أكثرهم إلى أنّ الغالب عليها الاسميّة ، وذلك ؛ لأنّ الاسم أقوى من الفعل ، فلمّا
ركّب أحدهما مع الآخر ، كان التّغليب للأقوى الذي هو الاسم دون الأضعف الذي هو
الفعل ؛ وذهب بعضهم إلى أنّ الغالب عليها الفعليّة / وذلك / [١] ؛ لأنّ الجزء الأوّل منهما فعل ، فغلب عليها الفعليّة ؛
لأنّ القوّة للجزء الأوّل ؛ وذهب آخرون إلى أنّها لا يغلب عليها اسميّة ولا فعليّة
، بل هي جملة مركّبة من فعل ماض ، واسم هو فاعل ، فلا يغلّب أحدهما على الآخر.
[بم يرتفع الاسم المعرفة بعد حبّذا؟]
فإن قيل :
فلماذا [٢] يرتفع المعرفة بعده ؛ نحو : «حبّذا زيد»؟ قيل : لخمسة
أوجه :
الوجه الأوّل :
أن يجعل حبّذا مبتدأ ، وزيد خبره.
والوجه الثّاني
: أن تجعل : ذا مرفوعا ب «حبّ» ارتفاع الفاعل بفعله ، وتجعل زيدا بدلا منه.
والوجه الثّالث
: أن تجعل زيدا خبر مبتدأ محذوف ، كأنّه لمّا قيل : من هو؟ قيل : زيد ؛ أي : هو
زيد.