نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 74
[تقديم خبر المبتدأ عليه]
فإن قيل : فهل
يجوز تقديم خبر المبتدأ عليه ؛ نحو : قائم زيد؟ قيل : اختلف النّحويّون فيه [١] ؛ فذهب البصريّون إلى أنّه جائز ، وذهب الكوفيّون إلى
أنّه غير جائز ، وأنّه إذا تقدّم عليه الخبر ، يرتفع به ارتفاع الفاعل بفعله [٢] ، وقالوا : لو جوّزنا تقديم خبر المبتدأ عليه ؛ لأدّى
ذلك إلى تقديم ضمير الاسم على ظاهره ، وذلك لا يجوز ، وهذا الذي ذهبوا إليه فاسد ،
وذلك لأنّ اسم الفاعل أضعف من الفعل في العمل ؛ لأنّه فرع عليه ، فلا يعمل حتّى
يعتمد ، ولم يوجد ـ ههنا ـ فوجب ألّا يعمل. وقولهم : إنّ هذا يؤدّي إلى تقديم ضمير
الاسم على ظاهره فاسد ـ أيضا ـ لأنّه وإن كان مقدّما لفظا ، إلّا أنّه مؤخّر
تقديرا ، وإذا كان مقدّما في اللّفظ ، مؤخّرا في التّقدير [٣] ، كان تقديمه جائزا ؛ قال الله تعالى : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى)[٤] فالهاء في «نفسه» ضمير موسى ، وإن كان في اللّفظ مقدّما
على موسى ، إلّا أنّه لمّا كان موسى مقدّما في التّقدير ؛ والضّمير في تقدير [٥] التّأخير ؛ كان ذلك جائزا ، فكذلك ههنا ، والذي يدلّ
على / جواز / [٦] ذلك وقوع الإجماع على جواز ؛ ضرب غلامه زيد ؛ وهذا بيّن
؛ وكذلك اختلفوا في الظّرف إذا كان مقدّما على المبتدأ ؛ نحو : «عندك زيد» فذهب
البصريّون إلى أنّه في موضع الخبر ، كما لو كان متأخّرا ، وذهب الكوفيّون إلى أنّ
المبتدأ يرتفع بالظّرف [٧] ، ويخرج عن كونه مبتدأ ، ووافقهم على ذلك أبو الحسن
الأخفش في أحد قوليه ؛ وفي هذه المسألة كلام طويل بيّنّاه في : «مسائل الخلاف بين
البصريّين والكوفيّين» لا يليق ذكره [٨] بهذا المختصر.