نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 69
ساكنة ، وألف الجمع بعدها ساكن [١] ، وساكنان لا يجتمعان ؛ فيجب حذفها لالتقاء السّاكنين.
فإن قيل : فلم قلبت الألف ياء ؛ فقيل : حبليات ، ولم تقلب واوا؟ قيل لوجهين :
أحدهما : أنّ
الياء تكون علامة للتأنيث ، والواو ليست كذلك ، فلمّا وجب قلب الألف إلى أحدهما ،
كان قلبها إلى الياء أولى من قلبها إلى الواو.
والوجه الثّاني
: أنّ الياء أخفّ من الواو ، والواو أثقل ، فلمّا وجب قلبها إلى أحدهما ؛ كان
قلبها إلى الأخفّ أولى من قلبها إلى الأثقل.
فإن قيل : فلم
قلبوا الهمزة واوا في جمع صحراء ، فقالوا : صحراوات؟
قيل : لوجهين :
أحدهما : أنّهم
لمّا أبدلوا من الواو همزة في نحو : أقّتت ، وأجوه ، أبدلت الهمزة ـ ههنا ـ واوا
من النّقاض والتّعويض.
والوجه الثّاني
: أنّهم / إنّما / [٢] أبدلوها واوا ، ولم يبدلوها ياء ؛ لأنّ الواو أبعد من
الألف ، والياء أقرب إليه منها ، فلو أبدلوها ياء ؛ لأدى ذلك إلى أن تقع ياء بين
ألفين ، فكان أقرب إلى اجتماع الأمثال ، وهم إنّما قلبوا الهمزة فرارا من اجتماع
الأمثال ؛ لأنّها تشبه الألف ، وقد وقعت بين ألفين ، وإذا كانت الهمزة إنّما وجب
قلبها فرارا من اجتماع الأمثال ، وجب قلبها واوا ؛ لأنّها أبعد من الياء في اجتماع
الأمثال.
فإن قيل : فلم
حمل النّصب على الجرّ في هذا الجمع ، قيل : لأنّه لمّا وجب حمل النّصب على الجرّ
في جمع المذكّر الذي هو الأصل ؛ وجب ـ أيضا ـ حمل النّصب على الجرّ في جمع المؤنّث
الذي هو الفرع ، حملا للفرع على الأصل ، وإذا كانوا قد حملوا : أعد ، ونعد ، وتعد
، على بعد في الاعتدال ، وإن لم يكن فرعا عليه ، فلأن يحمل جمع المؤنّث على جمع
المذكّر وهو فرع عليه ؛ كان ذلك من طريق الأولى ، فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.