نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 238
الباب الثّاني والخمسون
باب الشّرط والجزاء
[علّة إعمال «إن» الجزم في المضارع]
إن قال قائل :
لم عملت «إن» الجزم في الفعل المضارع؟ قيل : إنّما عملت لاختصاصها ، وعملت الجزم
لما بيّنّا / من / [١] أنّها تقتضي جملتين : الشّرط والجزاء ، فلطول ما تقتضيه
اختير لها الجزم ؛ لأنّه حذف وتخفيف. فأمّا ما عدا «إن» من الألفاظ التي يجازى بها
؛ نحو : «من ، وما ، وأيّ ، ومهما ، ومتى ، وأين / وأيّان / [٢] ، وأنّى ، وأيّ حين ، وحيثما ، وإذ ما» فإنّما عملت ؛
لأنّها قامت مقام («إن» فعملت عملها ، وكلّها مبنيّة لقيامها مقامها) [٣] ما عدا «أيّا» [٤] وسنذكر معانيها ، ولم أقيمت مقام الحرف ، مستوفى في باب
الاستفهام.
[العامل في جواب الشّرط وخلافهم في ذلك]
فإن قيل : فما
العامل في جواب الشّرط؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ؛ فذهب بعض النّحاة [٥] إلى أنّ العامل فيه حرف الشّرط ، كما يعمل في فعل
الشّرط ؛ وذهب بعضهم إلى أنّ حرف الشّرط ، وفعل الشّرط يعملان فيه ؛ وذهب آخرون
إلى أنّ حرف الشّرط يعمل في فعل الشّرط ، وفعل الشّرط يعمل في جواب الشّرط ؛ وذهب
أبو عثمان المازنيّ ، إلى أنّه مبنيّ على الوقف. فمن قال : إنّ حرف الشّرط يعمل
فيهما جميعا ؛ قال : لأنّ حرف الشّرط يقتضي جواب الشّرط ، كما يقتضي فعل الشّرط ؛
ولهذا المعنى ، يسمّى حرف الجزاء ، فكما عمل في فعل الشّرط ، فكذلك يجب أن يعمل في
جواب الشّرط. وأمّا من قال : إنّهما جميعا يعملان فيه ؛ فلأنّ فعل الشّرط يقتضي
الجواب ، كما أنّ حرف الشّرط يقتضي الجواب ، فلمّا اقتضياه [٦] معا ؛ عملا فيه معا. وأمّا من