نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 234
أن يعتذر عن الخليل بأن يقال : إنّ الحروف [١] إذا ركّبت تغيّر حكمها بعد التّركيب ، عمّا كانت عليه
قبل التّركيب ، ألا ترى أنّ «هل» لا يجوز أن يعمل ما بعدها في ما قبلها ، وإذا
ركّبت مع «لا» ودخلها معنى التّخصيص ؛ جاز أن يعمل ما بعدها في ما قبلها ، فيقال :
«زيدا هلّا ضربت» فكذلك ههنا؟ ويمكن أن يقال على هذا ـ أيضا ـ أنّ «هلّا» ذهب منها
معنى الاستفهام ؛ فجاز أن يتغيّر حكمها ، وأمّا «لن» فمعنى النّفي باق فيها ،
فينبغي ألّا يتغيّر حكمها. وأمّا «إذن» فتستعمل على ثلاثة أضرب :
الأوّل : أن
تكون عاملة ، وهو أن يدخل على الفعل المضارع ، فيراد به الاستقبال ، ويكون جوابا ؛
نحو أن يقول القائل : «أنا أزورك» فتقول : «إذن أكرمك» ، فيجب إعمالها لا غير.
والثّاني : أن
يدخل عليها الواو والفاء للعطف ، فيجوز إعمالها وإهمالها ؛ نحو [٢] قولك : «إن تكرمني ، أنا أكرمك وإذن أحسن إليك» فيجوز إعمالها
، فتنصب الفعل بعدها ، كما لو ابتدأت بها ، فترجع إلى القسم الأوّل ، ويجوز
إهمالها ؛ فترفع الفعل بعدها ؛ لأنّه [٣] مع الضّمير المستكنّ فيه خبر مبتدأ محذوف ؛ والتّقدير
فيه : «وأنا إذن أحسن إليك» [٤] ، فرجع إلى القسم الثّالث.
والثّالث : أن
تدخل بين كلامين ؛ أحدهما متعلّق [٥] بالآخر ؛ نحو : أن تدخل بين الشّرط وجوابه ؛ نحو «إن
تكرمني إذن أكرمك» وبين المبتدأ وخبره ؛ نحو : «زيد إذن يقوم» وما أشبه ذلك ، فلا
يجوز إعمالها بحال ، وكذلك [٦] إذا دخلت على فعل الحال ؛ نحو قولك : «إذن أظنّك كاذبا»
إذا أردت أنّك في حال ظنّ ؛ وذلك لأنّ «إذن» إنّما عملت ؛ لأنّها أشبهت «أن» و «أن»
لا تدخل على فعل الحال ، ولا يكون بعدها إلّا المستقبل ، فإذا [٧] زال الشّبه ، بطل العمل.
وأمّا «كي»
فتستعمل على ضربين ؛ أحدهما : (أن تعمل بنفسها ، فتكون مع الفعل بمنزلة الاسم
الواحد ؛ نحو : «جئتك لكي تعطيني حقّي».
والثّاني) [٨] : أن تعمل بتقدير «أن» لأنّهم يجعلونها بمنزلة حرف جرّ
،