نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 218
فالتّقدير [١] فيه : «/ ثواء / [٢] ثويته فيه» ، فحذف للعلم / به / [٣]. فأمّا [٤] بدل الغلط ، فلا يكون في قرآن ، ولا كلام فصيح ، وهو أن
يريد أن يلفظ بشيء ، فيسبق لسانه إلى غيره ؛ فيقول : «لقيت زيدا عمرا» فعمرو هو
المقصود ، وزيد وقع في لسانه ، غلط به [٥] ، فأتى بالذي قصده ، وأبدله من المغلوط به ، والأجود في
مثل هذا أن يستعمل / معه / [٦] «بل» فيقول : «بل عمرا».
[العامل في البدل]
فإن قيل : فما
العامل في البدل؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ؛ فذهب جماعة منهم إلى أنّ العامل
في البدل غير العامل في المبدل ؛ وهو جملتان ، ويحكى عن أبي عليّ الفارسيّ [٧] أنّه قيل له : كيف يكون البدل إيضاحا للمبدل ، وهو من
غير جملته؟ فقال : لمّا لم يظهر العامل في البدل ، وإنّما دلّ عليه / العامل / [٨] في المبدل ، واتّصل البدل بالمبدل في اللّفظ ، جاز أن
يوضّحه ، والذي يدلّ على أنّ العامل في البدل غير العامل في المبدل / منه / [٩] قوله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ
يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ
لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ)[١٠] فظهور اللّام في بيوتهم» وهي بدل من «من». ويدلّ [١١] على أنّ البدل غير العامل في المبدل ؛ قوله تعالى : (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا
مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ)[١٢] فظهور اللّام مع «من» / و/ [١٣] هو بدل من «الذين استضعفوا» يدلّ [١٤] على أنّ العامل في البدل غير العامل في المبدل ؛ وذهب قوم إلى أنّ العامل
في البدل هو العامل في المبدل / منه / [١٥] ؛ كما أنّ العامل في الصّفة هو العامل في الموصوف ،
والأكثرون على الأوّل ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
موطن الشّاهد : (حول ثواء).
وجه الاستشهاد : حذف الضّمير العائد إلى
المبدل منه «حول» كما أوضح المؤلّف في المتن.