نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 216
الباب الخامس والأربعون
باب عطف البيان
[الغرض في عطف البيان]
إن قال قائل :
ما الغرض في عطف البيان؟ قيل : الغرض فيه رفع اللّبس ، كما في الوصف ؛ ولهذا ، يجب
أن يكون أحد الاسمين يزيد على الآخر في كون الشّخص معروفا به ؛ ليخصّه من غيره ؛
لأنّه لا يكون إلّا بعد اسم مشترك ، ألا ترى أنّك إذا قلت : «مررت بولدك زيد» / ف
/ [١] قد خصصت ولدا واحدا من أولاده ، فإن لم يكن له إلّا ولد واحد [٢] كان بدلا ، ولم يكن عطف بيان ؛ لعدم الاشتراك.
[وجه الشّبه بين عطف البيان وكلّ من البدل والوصف]
وعطف البيان
يشبه البدل من وجه ، ويشبه الوصف من وجه ؛ فوجه شبهه للبدل [٣] أنّه اسم جامد ، كما أنّ البدل يكون اسما جامدا ، ووجه
شبهه للوصف [٤] أنّ العامل فيه هو العامل في الاسم الأوّل ؛ والدّليل
على ذلك أنّك تحمله تارة على اللّفظ ، وتارة على الموضع ؛ فتقول : «يا زيد زيد
زيدا» فالرّفع على اللّفظ ، والنّصب على الموضع ، قال الشّاعر [٥] : [الرّجز]
إنّي وأسطار
سطرن سطرا
لقائل يا نصر
نصر نصرا
(ويجوز أن يكون «نصرا» الثّالث
منصوبا على المصدر ، كأنّه قال : انصر نصرا) ، [٦] وهذا باب يترجمه البصريّون ، ولا يترجمه الكوفيّون ؛
فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
[٥] الشّاعر هو :
رؤبة بن العجّاج ، وقد سبقت ترجمته ، ونسبه بعضهم إلى ذي الرّمّة.
موطن الشّاهد : (يا نصر نصر نصرا).
وجه الاستشهاد : عطف «نصر» الثّانية ،
والثّالثة عطف بيان على نصر الأولى ؛ فرفعت الثّانية عطفا على اللّفظ ، ونصبت
الثّانية عطفا على المحلّ ؛ وفي البيت أوجه كثيرة لا داعي لذكرها.