نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 209
قيل : لأنّ «النّفس ، والعين» يدلّان على حقيقة الشّيء ، و «كلّهم ،
وأجمعون» يدلّان على الإحاطة والعموم ، والإحاطة والعموم يدلّان على محاط به ،
فكان فيهما معنى التّبع ، و «النّفس ، والعين» ليس فيهما معنى التّبع ، فكان
تقديمهما أولى ؛ وقدّم «كلّهم» على «أجمعين» ؛ لأنّ معنى الإحاطة في «أجمعين» أظهر
منه [١] في «كلّهم» ؛ لأنّ أجمعين من الاجتماع ، «وكلّ» لا اشتقاق له ؛ وأمّا ما
بعد «أجمعين» فتبع لأجمعين [٢] ، وإنّما كان كذلك [٣] ؛ لأنّهم كرهوا إعادة / لفظ / [٤] «أجمعين» فزادوا ألفاظا بعد «أجمعين» تبعا له ؛ لأنّها [٥] لا معنى لها سوى التّبع ؛ فلهذا ، وجب أن تكون بعد «أجمعين».
[أجمع وجمعاء وجمع معارف وعلّة ذلك]
فإن قيل : «أجمع
، وجمعاء ، وجمع» هل هنّ [٦] معارف أو [٧] نكرات؟ قيل : هي [٨] معارف ، والذي يدلّ على ذلك ، أنّها تكون تأكيدا
للمعارف ؛ نحو : «جاء الجيش أجمع ، ورأيت القبيلة جمعاء ، ومررت بهنّ جمع» فلمّا
كانت تأكيدا للمعارف ؛ دلّ على أنّها معارف.
[علّة كون الألفاظ السّابقة غير مصروفة]
فإن قيل : فلم
كانت غير مصروفة [٩]؟ قيل : أمّا «أجمع» فللتّعريف ووزن الفعل ، وأمّا «جمعاء»
فلألف [١٠] التّأنيث ؛ نحو : «صحراء» وأمّا «جمع» فللتّعريف والعدل عن جمع [١١] «جمعاء» وقياسه : «جمع : كحمر» فعدل وحرّك ؛ فاجتمع / فيه / [١٢] العدل والتّعريف ؛ (فلذلك لم ينصرف ، والذي عليه
الأكثرون هو الأوّل) [١٣]. وأما «كلا ، وكلتا» ففيهما إفراد لفظيّ ، وتثنية
معنويّة ، والذي يدلّ على ذلك ، أنّهما تارة يرجع [١٤] الضّمير إليهما بالإفراد اعتبارا