نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 184
مع ذكر المضاف من ذكر المضاف إليه ، ألا ترى أنّك لو قلت في «غلام زيد وثوب
خز : غلام وثوب» لم يتمّ إلّا بذكر المضاف إليه؟ فلمّا كان المضاف والمضاف إليه
بمنزلة الشّيء الواحد ؛ جاز أن تلحق ألف النّدبة آخر المضاف إليه ؛ وأمّا الصّفة
فليست مع الموصوف بمنزلة شيء واحد ؛ فلهذا ، لا يلزم ذكر الصّفة مع الموصوف ، بل
أنت مخيّر في ذكر الصّفة ؛ إن شئت ذكرتها ، وإن شئت لم تذكرها ، ألا ترى أنّك إذا
قلت : «هذا زيد الظّريف» كنت مخيّرا في ذكر الصّفة ، إن شئت ذكرتها ، وإن شئت لم
تذكرها؟ وإذا كنت مخيّرا في ذكر الصّفة ، دلّ على أنّهما ليسا بمنزلة شيء واحد ،
وإذا لم يكونا بمنزلة شيء واحد ؛ وجب ألّا تلحق ألف النّدبة الصّفة بخلاف المضاف
إليه. وقد ذهب بعض الكوفيّين [١] ، ويونس بن حبيب البصريّ [٢] إلى جواز إلحاقها الصّفة [٣] حملا على المضاف إليه ، وقد بيّنّا الفرق بينهما.
ويحكون عن بعض العرب أنّه قال : / واعديماه / [٤] ، واجمجمتي الشّاميّتيماه» وهو شاذّ ، لا يقاس عليه.
[علّة جواز ندبة المضاف إلى المخاطب]
فإن قيل : فلم
جاز ندبة المضاف إلى المخاطب ؛ نحو : «وا غلامكاه» ولم يجز نداؤه؟ قيل : لأنّ
المندوب ، لا ينادى ليجيب ، [٥] بل ينادى ، ليشهر النّادب مصيبته ، وأنّه قد وقع في أمر
عظيم ، وخطب جسيم ، ويظهر تفجّعه كيف لا يكون في حالة من إذا دعي أجاب ، وأمّا
المنادى ، فهو مخاطب ، فلو جاز نداؤه ؛ لكان يؤدّي إلى أن يجمع فيه بين علامتي
خطاب ؛ وذلك لا يجوز ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
[٢]يونس : هو أبو
عبد الرّحمن ، يونس بن حبيب الضّبّيّ البصريّ ، إمام أهل البصرة في عصره في اللّغة
والنّحو والأدب من أصحاب أبي عمرو بن العلاء ، وشيخ سيبويه ، والكسائيّ ، والفرّاء.
مات سنة ١٨٢ ه. بغية الوعاة ٢ / ٣٦٥.