نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 146
يقال : إنّ «زيدا» في قولك : «ضربت زيدا» منصوب ؛ لكونه مفعولا لا بالفعل ،
وذلك محال ؛ لأنّ كونه مفعولا .. [١] يوجب أن يكون : «ضربت» هو العامل فيه النّصب ، فكذلك
ههنا. وأمّا قول الزّجّاج [٢] : إنّه [٣] ينتصب بتقدير عامل ؛ لأنّ الفعل لا يعمل في المفعول
وبينهما الواو ، فليس بصحيح أيضا ؛ لأنّ الفعل يعمل في المفعول على الوجه الذي
يتّصل به المفعول ، فإن كان الفعل لا يفتقر إلى تقوية تعدّى إلى المفعول بنفسه ،
وإن كان يفتقر إلى تقوية بحرف الجرّ ، أو غيره ، عمل بتوسّطه ، ألا ترى أنّك تقول
: «أكرمت زيدا وعمرا» فتنصب «عمرا» ب «أكرمت» كما تنصب «زيدا» به ، فلم تمنع [٤] الواو من وقوع «أكرمت» على ما بعدها ، فكذلك ههنا.
[علّة حذف مع وإقامة الواو مقامها]
فإن قيل : لم
حذفت «مع» وأقيمت «الواو» مقامها. قيل : حذفت «مع» وأقيمت «الواو» مقامها ، توسّعا
في كلامهم ، / و/ [٥] طلبا للتّخفيف والاختصار.
[علّة كون الواو أولى من غيرها من الحروف في النّيابة]
فإن قيل : فلم
كانت «الواو» أولى من غيرها / من الحروف / [٦]؟ قيل : إنّما كانت / الواو / [٧] أولى من غيرها ؛ لأنّ «الواو» في معنى «مع» ولأنّ معنى «مع»
المصاحبة ، ومعنى «الواو» الجمع ، فلمّا كانت في معنى «مع» كانت أولى من غيرها.
[علّة عدم تقدّم المنصوب على النّاصب في المفعول معه]
فإن قيل : فهل
يجوز تقديم المنصوب ـ ههنا ـ على النّاصب؟ قيل : لا يجوز ذلك ؛ لأنّ حكم «الواو»
ألّا تتقدّم على ما قبلها ، وهذا الباب من النّحويّين / من / [٨] يجري فيه القياس ، ومنهم من يقصره على السّماع ،
والأكثرون على القول الأوّل ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
[١] في (ط) زيادة «لا»
بعد مفعولا ، ولا يستقيم الكلام بزيادتها.
[٢]الزّجّاج : أبو
إسحاق ، إبراهيم بن السّري ، نحويّ بغداديّ ، أخذ أوّل الأمر عن ثعلب ، ثمّ لزم
المبرّد. مات سنة ٣١١ ه. بغية الوعاة ١ / ٤١١ ، ومعجم المؤلّفين ١ / ٣٣.