نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 132
وجاء» [١] فإنّما جاء ؛ لأنّ من كان بحضرته ، يستدلّ بأمره للغائب
على أنّه داخل في حكمه ؛ وأمّا قول بعض العرب «عليه رجلا [٢] ليسني» فلا يقاس عليه ، لأنّه كالمثل.
[خلافهم في جواز تقديم معمول هذه الكلم عليها]
فإن قيل : فهل
يجوز تقديم معمول هذه الكلم عليها أو لا؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ؛ فذهب
البصريّون إلى أنّه لا يجوز تقديم معمولها عليها ؛ لأنّها فرع على الفعل في العمل
، فينبغي ألّا تتصرّف تصرّفه. وأمّا الكوفيّون : فذهبوا إلى جواز تقديم معمولها
عليها ، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى : (كِتابَ اللهِ
عَلَيْكُمْ)[٣] ، فنصب (كِتابَ اللهِ) «ب (عَلَيْكُمْ) واستدلّوا ـ أيضا ـ بقول الشّاعر [٤] : [الرّجز]
والتّقدير :
دونك دلوي ؛ فدلوي : في موضع نصب ب «دونك» فدلّ على جواز تقديم معمولها عليها.
والصّحيح : ما ذهب إليه البصريّون ؛ وأمّا ما استدلّ به الكوفيّون ، فلا حجّة لهم
فيه ؛ لأنّ قوله تعالى : (كِتابَ اللهِ
عَلَيْكُمْ) ليس هو منصوبا ب (عَلَيْكُمْ) وإنّما هو منصوب على المصدر بفعل مقدّر ، وإنّما قدّر
هذا
[١]حديث صحيح متّفق
عليه ؛ وتمامه : «يا معشر الشّباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج ، فإنّه أغض
للبصر ، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصّوم فإنّه له وجاء. صحيح البخاري ٤ /
١١٩ و ٩ / ١١٢ ، وصحيح مسلم ٢ / ١٠١٨.
المفردات الغريبة : الباءة : القدرة على
مباشرة الزّوج. وجاء : وقاية من الوقوع في الزّنى.
وقد أوضح المؤلّف في المتن مراده من
الاستشهاد بهذا الحديث.
[٤] ينسب هذا الرّجز
إلى جارية من بني مازن من دون تحديد.
[٥] المفردات الغريبة
: المائح : الرّجل الذي يكون في أسفل البئر ؛ ليستقي الماء. والماتح :هو الذي يكون
على رأس البئر.
موطن الشّاهد : (دلوي دونكا).
وجه الاستشهاد : استشهد الكوفيّون بهذا
الشّاهد على جواز تقديم معمول «دون» عليها ؛ كما جاء في المتن ، وقد بيّن المؤلّف
فساد هذا الزّعم في المتن بما يغني عن الإعادة.
نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 132