لقد أبدع الرومي في الطاق بدعة* * * أقرّ له بالحذق عرب و أعجم
و بقرميسين الدكان الذي اجتمع عليه جماعة من ملوك الأرض منهم فغفور ملك الصين و خاقان ملك الترك و داهر ملك الهند و قيصر ملك الروم عند كسرى أبرويز. و هو دكان من حجارة مربع مائة ذراع في مثلها من حجارة مهندمة مسمّرة بمسامير الحديد، و لا يتبين فيه ما بين الحجرين فلا يشك من رآه أنه قطعة واحدة.
و أنشد لأحمد بن محمد فيه:
بين القناطر و الدكّان أبنية* * * فاقت على كلّ آثار و بنيان
دكّان صخر على تلّ بنوه فما* * * ندري لجنّ بنوه أم لإنسان
لأنها صخرة ملسا ململمة* * * عجيبة الشأن فيها كلّ ألوان
قد هندسوه فأوفوه على عمد* * * و هندموه فما يخفى على جان
قالوا بأنّ ملوك الأرض اجتمعوا* * * عليه عند أبرويز بن ساسان
و بقصر اللصوص بناء عجيب و أساطين محكمة.
و قال أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق [1]: رأيت الحسين بن أبي سرح في المنام بعد موته و كأني أسأله أن يملي عليّ خبر شبديز و من صوّره و كيف صوّر فقال:
اكتب، استأنسوا بملامس الصخور، و لم يستوقفوا عن صغائر الأمور. و صوروا الجواري الأبكار، في الصخور الكبار، كأن لم يسمعوا بجنة و لا نار