responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 124

إنّي و ربّ البدن و القلاص‌* * * عملتها من خالص الرّصاص‌

و قرئ عليه أيضا: أنّي نقبتها و كسوتها الأنطاع، ثم كسوتها الحبر اليمانية، ثم كسوتها الديباج، فمن ادّعى القوّة في ملكه فليكسها الحصر، فأراد المأمون أن يكسوها الحصر فكان‌ [1] يخرج فيها خراج مصر أجمع.

و بمصر الرمل المحبوس، و الطور الذي كلّم اللّه عزّ و جلّ موسى (عليه السلام) بها، و هو في صحراء التيه فيما بين القلزم و أيلة، و فيها الصّرح الذي لم ير قطّ شي‌ء مثله، و هم يقولون نحن أكثر الناس عبدا و شهدا و قتدا و نقدا، قالوا:

و الصوف و الكتّان لنا ليس لأحد من أهل البلدان مثلها، و قالوا: و لنا الحمير المريسيّة، و البغال المصريّة، و الخيل العتاق، و المطايا من الإبل، قالوا: و لنا الأودية و المراتع التي ليس لأحد مثلها، و ربّما خيف على الإبل الهلاك من السمن، لأنها إذا بلغت الغاية في السمن، فربّما انصدعت كراكرها عن شحمة كالسنام، حتى يخرّ البعير ميّتا، قالوا: و لنا الشمع و العسل و الريش و الخيش، و لنا ضروب الرقيق و الجواهر.

و بمصر، الإسكندريّة،

قال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «خير مسالحكم الإسكندريّة»،

و هي من بناء الإسكندر و به سميت، و يروى في قول اللّه عزّ و جلّ: إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ قال: هي الإسكندريّة، و قال الحسن البصريّ: لأن أبيت بالإسكندريّة ليلة على فراشي أحبّ إليّ من عبادة سبعين ليلة، كلّ ليلة منها ليلة القدر بمقدارها. و روى زهرة بن معبد القرشيّ قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: أين تسكن بمصر؟ قلت:

الفسطاط. قال: تسكن المدينة الخبيثة و تذر الطيّبة. قلت: أين؟ قال:

الإسكندريّة، فإنك تجمع دينا و دنيا و هي طيّبة الموطأ، و الذي نفسي بيده لوددت أن قبري فيها و لمّا همّ الإسكندر ببنائها دخل هيكلا لليونانيّين عظيما، فذبح فيه ذبائح كثيرة، و سأل أحبارها أن تبيّن له أمر المدينة هل يتمّ بناؤها، و كيف يكون؟

فرأى في المنام كأن جدار ذلك الهيكل يقول له: إنك تبني مدينة يذهب صوتها في‌


[1] لعلها: فكادّ.

نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست