نام کتاب : الإشارات إلى معرفة الزيارات نویسنده : الهروي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 56
عمر بن الخطاب رضى اللّه عنهم و أنهم لا يبلون و لا يحلقون رءوسهم و يقلمون أظفارهم فقصدته لأنظر حقيقة ذلك، و هو فى لحف جبل يدخل إليه من باب برج، و يمشى الداخل تحت الأرض إلى أن ينتهى إلى موضع واسع، و هو جبل مخسوف تبين السماء من فوقه، و فى وسطه بحيرة و دائرها بيوت الفلاحين و هم قوم من الروم مزدرعهم ظاهر الموضع و بيوتهم داخله، و هناك كنيسة لطيفة و مسجد، فإن كان الزائر مسلما أتوا به إلى المسجد، و إن كان نصرانيا أتوا به إلى الكنيسة، ثم يدخل إلى بهو فيه جماعة قد قتلوا و آثار طعنات الأسنة و ضربات السيوف فيهم، و منهم من قد راح بعض أعضائه، و عليهم ثياب من القطن لم يتغيروا، و هناك أيضا فى موضع آخر أربعة قيام قد أسندوا ظهورهم إلى حائط المغارة و معهم صبى قد وضع رأسه على يد واحد منهم طوال من الرجال أسمر اللون و عليه قباء من القطن و كفه مفتوح كأنه يصافح و رأس الصبى على زنده، و إلى جانبه رجل على وجهه ضربة و قد قطعت شفته العليا و ظهرت أسنانه و هم بعمائم، و هناك أيضا تابوت فيه امرأة و على صدرها صغير و حملة ثديها فى فيه، و هناك أيضا خمس أنفس قيام ظهورهم إلى حائط الموضع، و هناك أيضا فى موضع عال سرير عليه اثنا عشر رجلا فيهم صبى مخضوب بالحنا يداه و رجلاه، و الروم يزعمون أنهم منهم، و المسلمون يقولون: إنهم من أصحاب عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه ماتوا هناك صبرا، و أمّا حلق رءوسهم و تقليم أظفارهم فليس لذلك صحة إلا أنهم قوم قد يبست جلودهم على العظام و لم يتغيروا [1]، و اللّه أعلم بذلك.
مدينة أبلستين:
قريب منها بلد خراب يقال له: أبسس يقال: إنه بلد دقيانوس، و به آثار عجيبة و عمارة قديمة، و غربى هذه البلدة الكهف، و هو كما قال اللّه عز و جل فى كتابه العزيز و وصفه بقوله: وَ تَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَ إِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَ هُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ... الآية (سورة الكهف: 17) و قد تقدم ذكر الكهف و الرقيم، و هذا أصح ما روى، و اللّه أعلم بالصحيح.
مدينة ملطية:
قيل بناها الإسكندر، و يقال: إن جامعها بنته الصحابة و التابعون رضى اللّه عنهم [2] و اللّه أعلم بصحة ذلك.