responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإشارات إلى معرفة الزيارات نویسنده : الهروي، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 50

عمرو بن العاص و كان عامله على مصر يقول له: «أما بعد يا عمرو، إذا أتاك كتابى هذا فابعث إلىّ جوابه تصف لى فيه صفة مصر و أوضاعها و ما هى عليه حتى كأننى حاضرها» فأعاد عليه مكتوبا جواب كتابه يقول له: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، أما بعد يا أمير المؤمنين، فإنها برية غبراء و شجرة خضراء بين جبلين جبل رمل و جبل كأنه بطن أقب أو ظهر أجب مكتنفيها، و رزقها ما بين أسوان إلى منشأ من البر و نتج من البحر، يخط فى وسطها نهر مبارك الغدوات ميمون الروحات، يجرى بالزيادة و النقصان كمجارى الشمس و القمر، له أوان تظهر إليه عيون الأرض و ينابيعها مسخرة له بذلك و مأمورة له، حتى إذا اصلخم عجاجه و تعاظمت أمواجه و اغلولت لججه و لم يبق الخلاص إلى القرى بعضها إلى بعض إلا فى خفاف القوارب أو صغار المراكب التى كأنها فى الحبائل ورق الأبابيل، ثم عاد بعد انتهاء أجله نكص على عقبه كأول ما بدا فى دربه وطما فى سربه، ثم استبان مكنونها و مخزونها انتشر بعد ذلك، أمة محقورة و ذمة مغفورة، لغيرهم ما سعوا به من كدهم و ما ينالوا بجهدهم شعثوا بطون الأرض و روابيها و رموا فيها من الحب ما يرجون به التمام من الرب، حتى إذا أحدق و أبسق و أسبل قنواته، سقاه اللّه من فوقه الندى و رباه من تحته بالثرى، و ربما كان سحاب مكفهر الوابل، و ربما لم يكن، و ذلك فى زماننا يا أمير المؤمنين ما يغنى ذبابه و يدر حلابه، فبينما هى برية غبراء إذ هى لجة زرقاء، إذ هى مدرة سوداء، إذ هى سندسية خضراء، إذ هى ديباجة رقشاء، إذ هى درة بيضاء فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‌ (المؤمنون: 14) و فيها ما يصلح أحوال أهلها ثلاثة أشياء: أولها: لا يقبل قول خسيسها على رئيسها، و الثانى: يؤخذ ثلث ارتفاعها يصرف فى عمارة ترعها و جسورها، و الثالث: لا يستأدى خراج كل صنف إلا منه عند استهلاله، و السلام» [1].

و ذكر لى ابن القاضى الداعى بمصر أن هذا الكتاب كتبه قيس بن سعد إلى على بن أبى طالب رضى اللّه عنه إلا أننى لم أجد له إسنادا إليه و لا من يرويه فنقلته من هذا الطريق.


[1] ابن زولاق: فضائل مصر ص 79.

نام کتاب : الإشارات إلى معرفة الزيارات نویسنده : الهروي، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست