نام کتاب : الإشارات إلى معرفة الزيارات نویسنده : الهروي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 48
فيها فيستعدوا للقائها، و قيل: إنها كانت تحرق المراكب، و هذا يمكن عمله، فإن المرآة إذا سامتت شعاع الشمس أحرقت لا سيما و يعضدها البحر، فإن شعاع الشمس من صقال المرآة وضوء الماء و لمعانه تحرق و لا شك فيه، قيل: كانت المرآة ستين ذراعا و طول المنارة ثلاثمائة ذراع، و اللّه أعلم.
و إنما المنارة اليوم ليست من العجائب إنما هى على هيئة مثال برج على ساحل البحر على هيئة المرقب، بل المنائر العجيبة بمدينة القسطنطانية، منها منارة موثوقة بالرصاص و الحديد فى البضرم، و هو الميدان [1]، إذا هبت الرياح تميلها شرقا و غربا و قبلة و شمالا من أصل كرسيّها، و يدخل الناس الخزف و الجوز تحتها فتطحنه [2].
و منارة أيضا فى هذا الموضع من النحاس قد قلبت قطعة واحدة إلا أنها لا يدخل إليها [3].
و منارة قريبة من البيمارستان قد ألبست النحاس جميعها، و عليها قبر قسطنطين، و على قبره صورة فرس من النحاس و على الفرس صورته، و هو راكب على الفرس و قوائم الفرس محكمة بالرصاص على الصخر ما عدا يده اليمنى فإنها سائبة فى الهواء كأنه سائر، و قسطنطين على ظهره و يده اليمنى مرتفعة فى الجو، و قد فتح كفه و هو يشير نحو بلاد الإسلام، و يده اليسرى فيها كرة، و هذه المنارة تبين عن مسيرة بعض يوم للراكب فى البحر، و قد اختلفت أقاويل الناس فيها فمنهم من يقول: «فى يده طلسم يمنع العدو أن يقصد البلد» و منهم من يقول: «بل على الكرة مكتوب: ملكت الدنيا حتى بقيت فى يدى مثل هذه الكرة و خرجت منها هكذا لا أملك شيئا» [4] و اللّه أعلم.
و منارة فى سوق استبرين من الرخام الأبيض و من أرضها إلى رأسها صور منبتة نابتة من جسمها أعجب صنعة تكون، و درابزينها من النحاس قطعة واحدة، و بها طلسم إذا طلع الإنسان عليها يقع نظره على المدينة بأسرها، و سأذكر فى كتاب العجائب صفة هذه المنائر
[1] لدى ياقوت ج 4 ص 348 و هو ينقل عن الهروى: «و الحديد و البصرم و هى فى الميدان».