responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد    جلد : 1  صفحه : 341
أما بعد فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأصلي وأسلم على حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين يُحيط علمه الكريم، بعد إهداء أشرف تحية وأكرم تسليم، أن الفقير لم يزل يتزايد فيه حبكم ويتعمر بودكم قلبه، ويستضيء بأنوار صَدَاقتكم لبه، وقد وصل مثاله العالي صحبة الجناب الأكمل سيدي مصطفى ابن قاضي تاستور فقوبل بالرعاية على ما يليق بامثاله ووجهناه إلى بندر السويس ثم وصل المثال الثاني صحبة أكمل الأحباب سيدي محمد بن اسماعيل من أهل قصر سليمان مع أخيه سيدي أحمد فقوبل بالرعاية مما يليق بأمثالهما ولازمانا مدة خمسة عشر يوماً كل يوم عندنا من الصباح إلى العشي حتى توجها مع الركب المصري والله يحملهم بالسلامة ويردهم سالمين. وقبل هذا التاريخ حررنا لكم جملة مكاتبات وفي كل منها ما يغني عن الإعادة هنا فإن في كل منها من المقاصد والإشارات ما ليس في الآخر لعل جملتها أو بعضها وصل إليكم وإلى الآن ما ظهر لنا خبر عن وصول الأمانات التي أرسلتها إليكم وهذا التعويق كله بإرادة الله وقدرته وليس لنا إلا التسليم مع كمال إخلاصنا في محبتكم وصدقنا فيها وكأنّ تاخير الجوابات هو الحامل الأكبر لحضرتكم على نسبة القصور إلينا في محبتكم، والحمد لله فقد برّأنا الله من ذلك، وجواباتنا قد تتابعت كالمطر، وتراسلت على الأثر، وتوالت مع كل متوجه إلى الجناب، قاصدٍ للرحاب، والموصل هو الله تعالى. هذا مع وفور أشغالي وتلون أحوالي مع الأجناس المختلفة والانواع المتكثرة بحيث أكون مع كلٍّ مخاطباً مجالسأن وبلسانه مؤانسأن وقد أوردت بعض أحوالي في هذه الأبيات لا بأس بالتأمل فيها: [الطويلي
لقد حمّلتي فكرتي كلّ شاغل ... تحملته في كاهليَّ ثقيلُ
كمجلس إملاء ودرس يعوده ... تواددتعليل له ودليل
وطال إسماع وحاجة نفسه ... وطال علم في البحوث سؤول
وكلّهمُ يرجو نجازَ أموره ... ويصخب إن أرجأته ويصول
وكتب جوابات إلى الروم كلّها ... بتزكية مني عليّ ثقيل
لعمرك أبناء الرسائل كلهم ... إذا عُوّقُوا نحو العقوق يميل
وشرح لإحياء ونوم وراحة ... وأكل وشرب يعتليه ذهول
وفي نَفَس ترويح نفس أجمتها ... وتأنيس أهل هزلهن هزيل
وأمر مَعادي رحت فيه مفرطاً ... وأمر معاشي قد حواه وكيل
وأما مداراة الأنام وشرح ما ... ألاقيه منها فالكلام يطول
فهل لامرئ في ذا تفاصيل أمره ... فراغ لتحرير الجواب يقول
فعذراً فما أخرت عنكم جوابكم ... لبخل ولكن ما إليه سبيل
ووقع النظر في كتابكم استدعاء الإجازة من الفقير فقدمت رجلي وأخرت أخرى وغلبتْ عليّ الهيبة واستشعرت تغير مزاجكم اللطيف إن لم أكتب فبرز الغذن الإلهي بكتابة كلمتين في أوراق في طيّ هذا الكتاب على وجه الاختصار من غير ذكر إسناد ولا تعيين كتاب وأنّى لمثلي أن أجيز لمثلكم ولكنّ المحبة تستر كل عيب فإن تشوقت الأنفس إلى معرفة بعض الأسانيد للفقير فحامل الكتاب قد كتبت له إجازة فيها بعض المقصود فلا بأس أن يطلع عليها مولانا إن تعلق غرضه بنقل نسخة وإلا فالستر على العوار هو المطلوب، وولدي السيد عبد الله أبو الفضل يرمق بطرف عينه مترقباً لورود مبشرة حجاب، يكون حرزاً له وهو يقبل الأيدي الكريمة ويطلب منكم الإجازة وممن ترون فيه الخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على سيدنا محمد وسلم.
ومن ذلك رسالة هذا نصها: إن أشرف ما يهدى وألطف ما يسدى سلام أطيب من نسمات الصبا حركت الأفنان وأطرب من تغاريد الأطيار أمالت الأغصان، وأحلى من عتاب حبيب مواصل، وأعطر من ربى أزهار الخمائل، إلى حضرة مولانا وسيدنا وشيخنا كعبة الآمال مطلع شمس الإقبال، حبيب أرباب القلوب وأهل الأحوال، نعمة الله على الخاص والعام، ومنته سبحانه على كافة الأنام، الإمام العارف، والهمام الواصف، خلاصة أهل الله الشيخ سيدي أحمد بن عبد الله مهديّ الزمان، المشار إليه بالبنان: [الخفيف]
للمعالي بقيت في خير حال ... بلآلي الكمال والمجد حالي
أنت والله قدوة وإمام ... عمدة في مآله والفعال

نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست