responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد    جلد : 1  صفحه : 304
وأما المولى الجد صاحب الترجمة الشيخ مخحمد السنوسي فقد ولد سنة 1176 ست وسبعين ومائة وألف ونشأ بين يدي والده وقرأ هنالك كتب المبادىْ حى أنه لما توفي والده قدمه الأمير علي باي لمشيخة المدرسة الحسينية بالكاف عوض والده في الثالث والعشرين من ربيع الثاني سنة 1195 خمس وتسعين ومائة وألف، وعند ذلك قدم لتونس في طلب العلم ونقل عنه أنه عند وصوله لتونس أسرع إلى جامع الزيتونة، وذلك أول عهده به فدخله من أحد أبواب العطارين قبل صلاة الظهر، فرأى درساً سأل عن استاذه فإذا هو الشيخ صالح الكواش فانتظره إلى نهاية الدرس وسلم عليه وأعلمه بنفسه وطلب منه ارشاده إلى طريق استئناف العلم فأمره أن يأتيه للمدرسة المنتصرية وعندما أتاه إليها سلم له مفتاح بيته الكبرى التي على يسار الداخل، وأمره بحفظ المتون وأجلسه بين يديه، فأختص به اختصاصاً كلياً من ذلك العهد حتى صار يحضر جميع دروسه ويلازمه في داره ملازمة التلميذ البار لاستاذه، حتى أدخله على أهله، وصار يؤخر الدرس لتأخره فقرأ عليه المعقول والمنقول ورأيت في آخر نسخته من مختصر السعد أنه ختمه عليه يوم الثلاثاء تاسع شعبان الأكرم سنهة 1208 ثمان ومائتين وألف.
وقرأ في أثناء ذلك على غيره من بقية السلف الذين أدركهم كالشيخ محمد الغرياني والشيخ محمد الشحمي، وغيرهما من فحول ذلك العصر، وأخذ الفرائض عن الشيخ أحمد بوخريص لكن أكثر قراءته على الشيخ صالح الكواش وعليه تفقه حتى صار يحيل إليه الإجابة في كثير من السؤالات الفقهية. ولما حضرته الوفاة أوصاه بسلوك طريقته في القناعة نقل عنه أنه قال له عند وفاته إن كنت ترغب في رضائي عنك فالزم حالتي التي تراني عليها فأخذ داره بعد وفاته ولم يغير شيئاً من بنائها حتى إن دهليزها ساقط فلم يقمه وقيل له في تغيير باب الدار فقال لا أغير حلقة مستها يد شيخي ولا باب رضيه شيخي وكان لا يتخلف عن زيارة قبره كل جمعة إلى أن توفي يركب على بغلته إلى باب عليوة فينزل راجلاً إلى أن يصل إلى قبر شيخه وراء مقام الإمام ابن عرفة فيترك نعله من بعد ويجلس هنالك وكان لا يترك قراءة القرآن لوالده وشيخه المذكور براً بهما وقد حصل من رضاه على العلم الواسع.
وتصدى للتدريس بجامع الزيتونة فأخذ عنه جم غفير، ثم قدمه الأمير علي باشا لخطة قضاء بنزرت تاسع ربيع الثاني سنة 1230 ثلاثين ومائتين وألف فأقام ببنزرت قاضياً وإماماً، وتصدى هنالك للإقراء فنفع وخرج من تلامذته من هو ولي هنالك القضاء والفتيا وكان قاضي الحاضرة في ذلك العهد هو الشيخ إسماعيل التميمي.
وله مراجعات في مراسلات القاضي إسماعيل دلت على ما عنده من التمكن في الفقه والنوازل حتى استرجغه الأمير إلى الحاضرة وقدمه لخطة قضاء باردو المعمور ثاني المحرم سنة 35 خمس وثلاثين، وولي عوضه في قضاء بنزرت الشيخ عبد القادر التميمي.
ورجع المولى الجد إلى سالف عادته من بث العلم بجامع الزيتونة عند باب الشفا، وقرأ عليه كثير من فحول المالكية والحنفية منهم الشيخ فرج التميمي قاضي المحلة قرأ عليه الأشموني فيما ينقل عنه، وباش مفتي المالكية الشيخ أحمد بن حسين، والمفتي المالكي الشيخ محمد البنّا والمفتي الشيخ محمد النيفر والمفتي الحنفي الشيخ مصطفى بيرم وقاضيى باردو الشيخ أحمد عاشور والعالم المدرس الشيخ حمدة بن عاشور وباش مفتي الشيخ الشاذلي بن صالح، والمفتي الشيخ محمد الشاهد والمفتي الشيخ صالح التبرسقي والإمام الشيخ أحمد بن الطاهر والمدرس الشيخ العربي الشريف وغيرهم من علماء تونس الأعلام.
وتقدم لمشيخة المدرسة الحسينية الكائنة قرب سيدي قاسم السبابطي في الرابع والعشرين من صفر الخير سنة 1235 خمس وثلاثين ومائتين وألف بعد الشيخ محمد الشريف فأقام دروسها، وختم بها أختاماً مهمة، كتب فيها على عدة أبواب من صحيح البخاري منها تعليق على حديث بدء الوحي، وتعليق على حديث فضل العلم ولازم القيام بخطة القضاء بباردو فكان يقرأ الدرس بجامع الزيتونة من بعد صلاة الصبح إلى الضحى ومن هنالك يركب بغلته للحكم بباردو إلى الزوال، ثم في العشي يجلس للإشهاد والمطالعة، وكان من الأيمة الموثقين وربما أقرأ عشية أو ليلاً.

نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست