responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد    جلد : 1  صفحه : 255
ثم قدمه المشير أحمد باشا باي لحظة القضاء بالمحاضرة في الخامس والعشرين من رجب الأصب سنة 1267 سبع وستين ومائتين وألف فأعمل يعملات عزمه، وعلق همته بالمدارك العالية فنحى منحى الشيخ إسماعيل التميمي في التنزيل وتتبع المدارك والإصابة في التطبيق حتى صار فقيهاً أصولياً مع ما له من اليد الطولى في المعقول، وفصاحة المقول.
ولما توفي الشيخ محمد النيفر قدمه المشير الثالث محمد الصادق باشا باي مفتياً ثالثاً يوم الأحد الخامس عشر من ربيع الثاني سنة 1277 سبع وسبعين ومائتين وألف وقربه حتى أدخله في مجلسه الخاص، وولي مدة المجالس في المجلس الأكبر وتقلد خطة نقابة الأشراف في جمادة الأولى سنة 1278 ثمان وسبعين ومائتين وألف وكان الأمير يرغب في مجالسته وهو لا يتخلّف عن زيارته وقد نال من عطاياه الوافرة أمراً عظيماً وكان ذا رفاهية وحب لنضارة العيش يركب المراكب الفاخرة ويلبس أحسن اللباس.
أدركته يقرئ بجامع الزيتونة درس المحلي ودرس صحيح مسلم بفصاحة بديعة يحضر الدرس وهو ملتف بسفساري من حرير والعلماء بين يديه يأخذ ونعنه، وهو علامة المعقول والمنقول فصيح كريم النفس رفيع الهمة حسن المفاكهة والمحاضرة محب للخلاعة فصيخ القلم واللسان شاعر مجيد، شعره يصلح ديواناً وقد أثنت منه نحو الكراسين في كتابي مجموع مجمع الدواوين التونسية.
وقد شرح قصيدة البردة شرحاً بديعاً سماه شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح، وله حواش على شرح القطر لابن هشام أبدع فيها ما شاء وحرر فيها مسائل عويصة يحتاج إليها المنتهي أكثر من المبتدي. وقد طبع كل من الشرح والحاشية بالمطبعة المصرية وكتب عليها مصحح المطبعة عند ختم كل تقريظاً لطيفاً وهو الأديب البارع الشيخ طه قطرية بن محمود الدمياطي فكان تقريظه على شرح البردة هو قوله: [الرمل]
ملء عيني من لأوج الحسن يرقى ... مذ جفاني بات دمعي ليس يرقا
بان عن عيني ولكن لم يبنِ ... عن فؤادي وعصا صبري شقَّا
عاذلي فيه ملح والهوى ... آمر ناه لقلب ضل عشقا
راعني من بعد صفو العيش إن ... قيل قد آن حثيت العيس سوقا
يا حداة العبس قرّت عينكم ... بالقوارير ارفقوا بالله رفقا
يا بروحي يوسفياً حسنه ... مصره قلبي وإن أذكاه شوقا
ليته لما كا جسمي الضنى ... بردة المدح لخير الناس خلقا
سيد لو عاش يطري مدحه ... ألف عام أفصح الأقوام نطقا
قامت البردة من أعبائه ... بالذي عز على الغير وشقّأ
يا لها بردة مدح حاكها=شرف الدين الذي أحرز سبقا
واقتضت شرحاً لها من فاضل ... يكشف السر الذي رق ودقّا
والذي استخرج منها كنزها ... فاتحاً من بابها ما كان غلقا
شرحها الوافي المسمى بالشفا ... آخر الطب وما أحلاه ذوقا
هاكه شرحاً بديعاً طبعه ... من يسوي بصناع الكف خرقا
تم طبعاً فانجلى تاريخه ... (في شفا القلب الشفا للطبع حقاً)
وكتب على حواشي القطر بقوله: [الكامل]
ظعن الحبيب فبات يندب منزلا ... صب تنبأ دمعه مذ أرسلا
بلغت به الأوصاف مبلغها الذي ... تركت به جيد العزاء معطلا
يا عاذلي اقصر من ملامك أو أطل ... إنّي على الحالين لن أتحولا
أتحط عن أهل الهوى أعباءه ... فاحطط إذاً عبء الملام المثقلا
لو جئت بالتسهيل في أمر الهوى ... بوجدت قلباً ساهياً فيمن سلا
لكن رأيتك في الملامة واغلاً ... فرأيت قلبي في الصبابة أوغلا
هب أن لومك لي هديةُ ناصح ... يأبى الغرامُ لمثلها أن تقبلا
فاستبق بعض اللوم تهديه إلى ... أهل القلوب بأن قلبي قد خلا
نحو الحبيب بعثته بهدية ... بعث الأريب بها إلينا أوّلا
كم خاض بحر المشكللات بفكره ... حتى لعمرك لم يغادر مشكلا
أكرمْ بها شهدت بأنعم ربها ... من مد للتحقيق باعاً أطولا
فلتقعد الهمم التي انبعثت إلى ... نسج على منوالها أن تفعلا
ولتبذل الطلاب في تحصيلها ... درر النفائس والنفوس لتحصلا
قالطبع أولاها الكمال مؤرخاً ... (القطر خير هدية طبعاً حلا)

نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست