responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحفه الطالبين في ترجمه الإمام النووي نویسنده : ابن العطار    جلد : 1  صفحه : 1
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام العالم المحدث علاء الدين مفتى المسلمين: أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داود العطار رضي الله عنه، ونفعنا به، وجمع بيننا وبينه في دار كرامته بمحمد وآله وعترته.
الحمد لله رب العالمين، اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آل محمد وأزواجه وذريته وأصحابه الطاهرين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شربك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد..
فلما كان لشيخي وقدوي إلى الله تعالى الإمام أبا زكريا يحيى بن شرف الخزامي النووي تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنات النعيم، وجمع بيني وبينه في دار كرامته، إنه جواد كريم، على من الحقوق المتكاثرة مالا أطيق إحصاؤها بعثني ذلك على أن في جمع كتاباً فيه مناقبه ومآثره، وكيفية اشتغاله، وما كان عليه من الصبر علىَ خشونة العيش وضيق الحال مع القدرة على التنعيم والسعة في جميع، الأحوال على عادة أئمة الحديث في ذلك. ليكون سبباً للرحمة عليه، والدعاء له، وفقنا الله لما وفقه، ورزقنا ما رزقه، فقد روينا بالإسناد إلى سفيان بن عيينه - رضي الله عنه - انه قال: -) عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة (.
وروينا بإسنادنا إلى محمد بن يونس - رحمه الله - أنه قال: - (ما رأيت للقلب أنفع من ذكر الصالحين) .
وعلى الله الكريم، وإليه أبتهل أن ييسّر ذلك أكمل الوجوه وأتمها، إنه على كل شيء قدير، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
فصل في نسبه ونسبته
هو أبو زكريا يحيى بن الشيخ الزاهد الورع ولى الله أبى يحيى شرف بن مري، بن حسن بن حسين، بن محمد، بن جمعة، بن حزام (بالحاء المهملة والزاي المعجمة) الحزامي، ذو التصانيف المفيدة، والمؤلفات الحميدة، أوحد دهره وفريد عصره، الصوام القوام، الزاهد في، الدنيا الراغب في الآخرة، صاحب الأخلاق المرضية والمحاسن السنية، العالم الرباني، المتفق على علمه، وإمامته وجلالته، وزهده، وورعه، وعبادته، وصيانته في أقواله وأفعاله، وحالته، له الكرامات الطافحة والمكرمات الواضحة، المؤثر بنفسه وماله للمسلمين، والقائم بحقوقهم وحقوق ولاة أمورهم بالنصح والدعاء في العالمين، وكان كثير التلاوة والذكر لله تعالى حشرنا الله تعالى في زمرته، وجمع بيننا وبينه في دار كرامته مع من اصطفاه من خليقته أهل الصفا والوفا والود، العاملين بكتاب الله تعالى وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وشريعته.
وأما نسبته الحزامي (فهي بالحاء والزاي) نسبه إلى جده المذكور حزام، وذكر الشيخ المذكور رضي الله عنه أن بعض أجداده كان يزعم أنها نسبة إلى حزام بن حكيم الصحافي - رضي الله عنه، وهو غلط. وحزام جده نزل في (الجولان) بقرية (نوى) على عادة العرب، فأقام بها ورزقه الله ذرية إلى أن صار منهم خلق كثير.
والنووي نسبة إلى (نوى) المذكورة (وهى بحذف الألف بين الواوين على الأصل، ويجوز كتبها بالألف على العادة) وهى قاعدة الجولان ألان من أرض حوران من أعمال دمشق، لأنه أقام بها نحوا من ثمانية وعشرين سنة.
وقد قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله -: (من أقام في بلدة أربع سنين نسبب إليها) .
فصل في مولده ووفاته رضي الله عفه
مولده: فهو في العشر الأواسط من المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وذكر لي بعض الصالحين الكبار: أنه ولد وكتب من الصاد قين.
وذكر لي والده أن الشيخ كان نائماً إلى جنبه، وقد بلغ من العمر سبع سنين ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، قال: فإنتبه نحو نصف الليل وأيقظني وقال: يا أبتي، ما هذا الضوء الذي قد ملأ الدار؟ فاستيقظ أهله جميعاً فلم نر كلنا شيئاً.
قال والده: فعرفت أنها ليلة القدر.
وأما وفاته رضي الله عنه: فهي ليلة الأربعاء الثلث الأخير من الليل الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وستمائة بنوى، ودفن فيها صبيحة الليلة المذكورة، وكانت وفاته عقيب واقعة جدّت لبعض الصالحين بأمره بزيارة القدس الشريف والخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فامتثل الأمر، وتوفى عقبها.
فصل في مبدأ أمر، اشتغاله
نام کتاب : تحفه الطالبين في ترجمه الإمام النووي نویسنده : ابن العطار    جلد : 1  صفحه : 1
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست