responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظم الحكم والاداره في عصر الايوبين والمماليك المراه في الحضاره العربيه المؤسسات الاجتماعيه في الحضاره العربيه مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه نویسنده : سعيد عاشور    جلد : 1  صفحه : 374
السجون في عصر سلاطين المماليك، وهم يخرجون مع الأعوان في الحديد حتى يشحذوا، وهم يصرخون في الطرقات: الجوع, وهم مع ذلك يستعملون في الحفر وفي العمائر، ونحو ذلك من الأعمال الشاقة، والأعوان تستحثهم, فإذا انقضى عملهم، ردوا إلى السجن في حديدهم من غير أن يطعموا شيئًا ... ". وزاد من الحيف الذي نزل بالمساجين فرض ضريبة أو مكس على المسجونين، فصار كل من يسجن -ولو لحظة واحدة- يدفع رسمًا معينًا، قدره ابن تغري بردي بمائة درهم، وقدره المقريزي "بستة دراهم سوى كلف أخرى".
أما السجون نفسها، فقد وصف بعضها المقريزي بأن أمرها مهول: "من الظلام وكثرة الوطاويط والروائح الكريهة والقبائح المهولة". وجعلت هذه السجون على أنواع، منها ما هو خاص بسجن الأمراء والمماليك والجند، ومنها ما هو خاص بأرباب الجرائم من اللصوص وقطاع الطرق ونحوهم، في حين خصصت بعض السجون للنساء المذنبات. كذلك يذكر المقريزي أن سجون مصر والقاهرة على أيامه تبعت سلطات متنوعة, بسبب تمييز القوانين الشرعية بين الحبس -وهوتعويق الشخص ومنعه من التصرف بنفسه- وبين السجن، وهو الاعتقال في مكان حرج ضيق, يضاف إلى ذلك ما هنالك من تفاوت في أنواع الجريمة والعقوبة، فضلًا عن اختصاص كل سلطة بنوع معين من الجرائم.
على أنه عندما نذكر ما آل إليه أمر السجون ونزلائها في الدول الإسلامية في أواخر العصور الوسطى، فإنه علينا أن نذكر أن هذه الأوضاع كانت أخف بكثير مما كان عليه الأمر عندئذ في بلاد العالم المسيحي، سواء دولة الروم في الشرق، أو الدول الأوربية في الغرب.
وبعد، فإن الحضارة العربية الإسلامية آمنت بأن الإنسان اجتماعي
نام کتاب : نظم الحكم والاداره في عصر الايوبين والمماليك المراه في الحضاره العربيه المؤسسات الاجتماعيه في الحضاره العربيه مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه نویسنده : سعيد عاشور    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست