responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 6

و يختلف الدهر، و يتبدل العسر باليسر، و يرق الزمان لفاقة المهلّبي، و يرثى لطول تحرقه، و ينيله ما يرتجى، فيصير وزيرا لمعز الدولة بن بويه. و يطيع الدهر بعد عصيانه لأبي الفرج فيصبح كاتبا لركن الدولة بن بويه، قريب المنزلة منه، عظيم المكانة لديه. و لعلّ من أسباب تلك الحظوة اتفاقهما في التشيع فقد كان ركن الدولة يتعهد العلويين بالأموال الكثيرة و المنح الجزيلة [1] .

و في سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة يستوزر ركن الدولة أبا الفضل بن العميد فيكون بينه و بين أبي الفرج ما يكون عادة من التحاسد و التباغض، و المصارعة النفسية، و الاستباق إلى قلب ركن الدولة، و يستطيل ابن العميد على أبي الفرج و يتعاظم، و لا يلقاه بما ينبغي له من الإجلال و التعظيم أثناء دخوله و خروجه، فتثور نفسه، و يجيش صدره، و يخاطبه بقوله:

ما لك موفور فما باله # أكسبك التيه على المعدم

و لم إذا جئت نهضنا و إن # جئنا تطاولت و لم تتم

و إن خرجنا لم تقل مثل ما # نقول: قدّم طرفه قدّم

إن كنت ذا علم فمن ذا الذي # مثل الذي تعلم لم يعلم

و لست في الغارب من دولة # و نحن من دونك في المنسم

و قد ولينا و عزلنا كما # أنت فلم نصغر و لم نعظم

تكافأت أحوالنا كلها # فصل على الإنصاف أو فاصرم‌

و يظل أبو الفرج في ظلال الوزير المهلبي مدة وزارته لمعز الدولة، و هي مدة طويلة أربت على ثلاث عشرة سنة، يسامره و ينادمه و يؤاكله، و يصبر الوزير على مساوئ أبي الفرج فقد كان قذر المطعم و المشرب و الملبس، لا ينضو عنه ثوبه إلاّ إذا أبلت جدته الأيام، و صار خلقا لا يجمل بذي المروءة أن يلبسه و لو لم يكن سميرا لوزير، أو كاتبا لأمير.

و تجري الأيام بينهما على خير ما تجري بين صديقين أو على خير ما تجري به بين سمير ظريف، و وزير حصيف يفيض بالكرم و الإنعام. و يؤتى الكرم ثماره


[1] ابن الأثير 8/242.

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست