مخافة دنيا رثّة أن تميلني # كما مال فيها الهالك المتجانف [1]
فيا رب إن حانت وفاتي فلا تكن # على شرجع يعلى بخضر المطارف [2]
و لكن قتيلا شاهدا لعصابة # يصابون في فج من الأرض خائف [3]
إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى # و صاروا إلى ميعاد ما في المصاحف [4]
قال أبو الفرج: هكذا ذكر اسماعيل بن يعقوب، و هذا الشعر للطرماح بن حكيم الطائي [5] ، و كان يذهب مذهب الشّراة [6] ، و لعل عبد اللّه بن موسى كان ينشده متمثلا.
[5] قال أبو الفرج في ترجمة الطرماح 10/160 «و أخبرني محمد بن القاسم الأنباري قال: أخبرني أبي قال:
حدثني الحسن بن عبد الرحمن الربعي قال: حدثنا محمد بن عمران قال: حدثني إبراهيم بن سوار الضبي، قال: حدثني محمد بن زياد القرشي عن ابن شبرمة قال:
كان الطرماح لنا جليسا، ففقدناه أياما كثيرة، فقمنا بأجمعنا لننظر ما فعل و ما دهاه، فلما كنا قريبا من منزله إذا نحن بنعش عليه مطرف أخضر، فقلنا: لمن هذا النعش؟فقيل: هذا نعش الطرماح، فقلنا: و اللّه ما استجاب اللّه تعالى له حيث يقول: و إني لمقتاد جوادي و قاذف» .
[6] قال أبو الفرج في الأغاني 10/156 «أخبرني اسماعيل بن يونس قال: حدثنا عمر بن شبّة، عن المدائني، عن أبي بكر الهذلي قال:
قدم الطرماح بن حكيم الكوفة، فنزل في تيم اللات بن ثعلبة، و كان فيهم شيخ من الشراة له سمت و هيئة، و كان الطرماح يجالسه و يسمع منه، فرسخ كلامه في قلبه، و دعاه الشيخ إلى مذهبه فقبله، و اعتقده أشد اعتقاد و أصحه حتى مات عليه» .