و ما في آل خاقان اعتصام # إذا ما عمّم الخطب الكبير
لئام الناس إثراء و فقرا # و أعجزهم إذا حمى القتير
و قوم لا يزوجهم كريم # و لا تسنى لنسوتهم مهور [1]
و فيها يقول يمدح ابن المدبر [2] :
أتخبر عنهم الدمن الدثور؟ # و قد يبنى إذا سئل الخبير
و كيف تبين الأنباء دار # تعاقبها الشمائل و الدبور [3]
و يقول فيها في مدحه ابن المدبر:
فهلا في الذي أولاك عرفا # تسدّي من مقالك ما يسير [4]
ثناء غير مختلق و مدحا # مع الركبان ينجد أو يغور [5]
أخ آساك في كلب الليالي # و قد خذل الأقارب و النصير
حفاظا حين أسلمك الموالي # و ضن بنفسه الرجل الصبور
فإن تشكر فقد أولى جميلا # و إن تكفر فإنك للكفور [6] .
و قال سعيد بن حميد يرثي محمد بن صالح، و كانت وفاته في أيام المنتصر [7] :
بأي يد أسطو على الدهر بعد ما # أبان يدي عضب الذنابين قاضب [8]
و هاض جناحي حادث جلّ خطبه # و سدّدت عن الصبر الجميل المذاهب
و من عادة الأيام أنّ صروفها # إذا سرّ منها جانب ساء جانب
لعمري لقد غال التجلد أننا # فقدناك فقد الغيث و العام جادب [9]
فما أعرف الأيام إلاّ ذميمة # و لا الدهر إلاّ و هو بالثار طالب
و لا لي من الإخوان إلاّ مكاشر # فوجه له راض و وجه مغاضب
[1] في الأغاني «لئام لا يزوجهم» .
[2] الأغاني 15/92.
[3] في ط و ق «و كيف تبين للأنباء دار تعافتها» .
[4] في الخطية «فأنشدني» و في ط و ق «و سدى» .
[5] في ط و ق «غير مختلف» .
[6] في ط و ق «و إن تكفف» .
[7] الأغاني 15/93.
[8] في ط و ق «عضب الدنانير» .
[9] في ط و ق
«... عال التجلد آتيا # فقد أتعبت و العلم و العام جادب» .