أخبرنا أبو الفرج قال: حدثنا الحسن بن علي الخفاف، قال: حدثنا أبو الصلت الهروي، قال:
دخل المأمون إلى الرضا يعوده فوجده يجود بنفسه فبكى و قال: أعزز عليّ يا أخي بأن أعيش ليومك، و قد كان في بقائك أمل، و أغلظ عليّ من ذلك و أشد أن الناس يقولون: إني سقيتك سما، و أنا إلى اللّه من ذلك بريء.
فقال له الرضا: صدقت يا أمير المؤمنين، أنت و اللّه بريء.
ثم خرج المأمون من عنده، و مات الرضا، فحضره المأمون قبل أن يحفر قبره و أمر أن يحفر إلى جانب أبيه، ثم أقبل علينا فقال: حدثني صاحب هذا النعش أنه يحفر له قبر فيظهر فيه ماء و سمك، احفروا، فحفروا فلما انتهوا إلى اللحد نبع ماء و ظهر فيه سمك، ثم غاض الماء، فدفن فيه الرضا عليه السلام.